فتح الباري شرح صحيح البخاري
ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
فتح الباري شرح صحيح البخاري: كِتَابُ
الجَنَائِزِ:
بَابُ يُبْدَأُ بِمَيَامِنِ المَيِّتِ.
١٢٥٥- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ
حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي غَسْلِ
ابْنَتِهِ: «ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا، وَمَوَاضِعِ
الوُضُوءِ مِنْهَا».
الشرح:
قوله: (باب يبدأ بميامن الميت) أي: عند
غسله، وكأنه أطلق في الترجمة ليشعر بأن غير الغسل يلحق به قياسا عليه.
قوله: (حدثنا
خالد) الحذاء، وحفصة هي بنت سيرين.
قوله: (في غسل ابنته) في
رواية هشيم، عن خالد عند مسلم: أن رسول الله ﷺ حيث أمرها أن تغسل ابنته قال لها. فذكره.
قوله: «ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء
منها» ليس بين الأمرين تناف لإمكان البداءة بمواضع الوضوء وبالميامن معا،
قال الزين بن المنير: قوله:
"ابدأن بميامنها"، أي: في الغسلات التي لا وضوء فيها.
«ومواضع الوضوء منها»، أي: في الغسلة
المتصلة بالوضوء. وكأن المصنف أشار بذلك إلى مخالفة أبي قلابة في قوله:
"يبدأ بالرأس ثم باللحية". قال: والحكمة في الأمر بالوضوء تجديد
أثر سمة المؤمنين في ظهور أثر الغرة والتحجيل.
الْحمْد لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين
واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال