باب تغليظ تحريم إباق العبد من سيده

باب تغليظ تحريم إباق العبد من سيده
المؤلف احمد خليل
تاريخ النشر
آخر تحديث

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

باب – تغليظ – تحريم – إباق – العبد – من - سيده

كتاب الأمور المنهي عنها: باب تغليظ تحريم إباق العبد من سيده

 أحاديث رياض الصالحين: باب تغليظ تحريم إباق العبد من سيده.

١٧٧٧- عَنْ جَرِيرِ بن عبد الله رضِيَ اللَّهُ عَنْهَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَيَّمَا عَبْدٍ أَبَقَ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ» [١] رواه مسلم.
١٧٧٨- وَعَنْ جَرِيرِ بن عبد الله رضِيَ اللَّهُ عَنْهَ، عَنِ النَّبيِّ : «إِذا أَبَقَ الْعبْدُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ» [٢] رواه مسلم.

وفي روَاية: "فَقَدْ كَفَر".

 

الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالحديثان السابقان يدلان على تحريم إباق العبد من سيده، والإباق هو الشرود والذهاب من سيطرته ويده، وذلك لا يجوز، بل يجب عليه أن يخضع للواقع، وأن يستقيم على الحق، وأن يؤدي الأمانة، وعلى سيده أن يتقي الله فيه، وألا يكلفه ما يغلبه كما قال : «لِلْمَمْلُوكِ طَعامُهُ وكِسْوَتُهُ، ولا يُكَلَّفُ مِنَ العَمَلِ إلَّا ما يُطِيقُ، فإنْ كلَّفْتُموهم فأعينوهم» والمقصود أنه لا يجوز له الإباق وهو الشرود، وينحاش عن سيده حتى يغيب عنه، حتى يضيع ملكه لا يجوز، ولهذا قال : «أيما عبد أبق فقد برأت منه الذمة»، وفي لفظ: «لم تقبل له صلاة»، وفي اللفظ الآخر: «فقد كفر» وهذا وعيد شديد يوجب الحذر من هذه الجريمة العظيمة، وأن الواجب عليه أن يخضع للواقع وأن يسأل ربه الفرج والتيسير، وأن يخدم من هو تحت يده الخدمة الشرعية، وعلى السيد أن يتقي الله فيه وألا يكلفه ما لا يطيق.

وفق الله الجميع.

 

[١] صحيح مسلم: (٦٩).

[٢] صحيح مسلم: (٧٠).

[٣] صحيح ابن حبان: (٤٣١٣). ورواه مسلم: (١٦٦٢) بدون "فإنْ كلَّفْتُموهم فأعينوهم". وأحمد: (٧٣٦٥) مختصراً، ومالك بلاغا (٢/٩٨٠) واللفظ له.


الْحمْد لِلَّه ربِّ الْعالمين

اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم

تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال

تعليقات

عدد التعليقات : 0