إذا التقى المسلمان بسيفيهما
فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر
إذا
التقى المسلمان بسيفيهما
فتح
الباري شرح صحيح البخاري: كتاب الإيمان بَابٌ: {وَإِنْ
طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}
[الحجرات: ٩]
فَسَمَّاهُمُ المُؤْمِنِينَ
حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المُبَارَكِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا
أَيُّوبُ، وَيُونُسُ، عَنِ الحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ:
ذَهَبْتُ لِأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرَةَ فَقَالَ أَيْنَ
تُرِيدُ؟ قُلْتُ: أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُلَ، قَالَ: ارْجِعْ فَإِنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
يقُولُ: «إِذَا التَقَى المُسْلِمَانِ
بِسَيْفَيْهِمَا فَالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ فِي النَّارِ»، فَقُلْتُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ هَذَا القَاتِلُ فَمَا بَالُ المَقْتُولِ قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ».
قوله: (حدثنا أيوب) هو السختياني ويونس هو بن عبيد والحسن هو بن أبي
الحسن البصري والأحنف بن قيس مخضرم وقد رأى النبي ﷺ، لكن قبل
إسلامه وكان رئيس بني تميم في الإسلام وبه يضرب المثل في الحلم.
وقوله: (ذهبت لأنصر هذا الرجل) يعني: عليا كذا هو في مسلم من هذا
الوجه، وقد أشار إليه المؤلف في الفتن ولفظه أريد نصرة بن عم رسول الله ﷺ زاد
الإسماعيلي في روايته يعني: عليا وأبو بكرة بإسكان الكاف هو الصحابي المشهور وكان
الأحنف أراد أن يخرج بقومه إلى علي بن أبي طالب ليقاتل معه يوم الجمل فنهاه أبو
بكرة فرجع وحمل أبو بكرة الحديث على عمومه في كل مسلمين التقيا بسيفيهما حسما
للمادة وإلا فالحق أنه محمول على ما إذا كان القتال منهما بغير تأويل سائغ كما
قدمناه ويخص ذلك من عموم الحديث المتقدم بدليله الخاص في قتال أهل البغي وقد رجع
الأحنف عن رأي أبي بكرة في ذلك وشهد مع علي باقي حروبه وسيأتي الكلام على حديث أبي
بكرة في كتاب الفتن إن شاء الله تعالى.
ورجال إسناده كلهم بصريون وفيه ثلاثة من التابعين يروي بعضهم عن بعض
وهم أيوب والحسن والأحنف.
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن
المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: