Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث / ما من عبد قال: لا إله إلّا اللّه ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة

 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح

شرح – حديث – ما – من – عبد – قال – لا – إله – إلّا – اللّه – ثم – مات – على – ذلك – إلا – دخل - الجنة

شرح حديث / ما من عبد قال: لا إله إلّا اللّه ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة


مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: كتاب الإيمان

 

وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ، وَهُوَ نَائِمٌ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ» قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ» قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ» وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا قَالَ: وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَر. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

 

الشرح:

(وعن أبي ذر) هو جندب بن جنادة الغفاري، وهو من أعلام الصحابة وزهادهم، أسلم قديما بمكة.

يقال: كان خامسا في الإسلام، ثم انصرف إلى قومه فأقام عندهم إلى أن قدم المدينة على النبي بعد الخندق، ثم سكن ربذة إلى أن مات بها سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان، وكان يتعبد قبل أن يبعث النبي ، روى عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين.

 

قال: (أتيت النبي وعليه ثوب أبيض) حال من النبي . قال الشراح: هذا ليس من الزوائد التي لا طائل تحتها، بل قصد الراوي بذلك أن يقرر التثبت والإتقان فيما يرويه؛ ليتمكن في قلوب السامعين. قلت: أو أراد التذكر بإحضار طلعته الشريفة، واستحضار خلعته اللطيفة، فيكون كأنه حاضر لديه وواقف بين يديه.

 

(وهو نائم): عطف على الحال، وهو بضم الهاء، ويسكن أي: فرجعت، (ثم أتيته) بعد زمان (وقد استيقظ) حال من الضمير المنصوب، والمعنى فوجدته منتبها من النوم.

 

فقال: «ما من عبد قال: لا إله إلا الله» وإنما لم يذكر محمدا رسول الله؛ لأنه معلوم أنه بدونه لا ينفع «ثم مات على ذلك» أي: الاعتقاد، وثم للتراخي في الرتبة؛ لأن العبرة بالخواتيم «إلا دخل الجنة»

استثناء مفرغ أي: لا يكون له حال من الأحوال إلا حال استحقاق دخول الجنة، ففيه بشارة إلى أن عاقبته دخول الجنة، وإن كان له ذنوب جمة، لكن أمره إلى الله إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة، وإن شاء عذبه بقدر ذنبه، ثم أدخله الجنة.

 

قلت: (وإن زنى) قال ابن مالك: حرف الاستفهام في قوله: وإن زنى مقدر، ولا بد من تقديره أي: أيدخل الجنة، وإن زنى (وإن سرق؟) أو التقدير: أو إن زنى، وإن سرق دخل، وتسمى هذه الواو واو المبالغة، و "إن" بعدها تسمى وصلية، وجزاؤها محذوف لدلالة ما قبلها عليه.

قال: (وإن زنى وإن سرق؟) وتخصيصهما لأن الذنب إما حق الله وهو الزنا، أو حق العباد وهو أخذ مالهم بغير حق، وفي ذكرها معنى الاستيعاب كما في قوله تعالى: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم: ٦٢] أي: دائما.

 

قلت: (وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق») أما تكرير أبي ذر فلاستعظام شأن دخول الجنة مع مباشرة الكبائر، وقيل لظنه أنه لو كرر لأجابه بجواب آخر فيجد فائدة أخرى، وأما تكرير رسول الله فإنكار لاستعظامه، أي: أتبخل برحمة الله؟ فرحمة الله واسعة على خلقه وإن كرهت ذلك. (قلت: وإن زنى وإن سرق؟) قال: «وإن زنى وإن سرق» فيه دلالة على أن أهل الكبائر لا يسلب عنهم اسم الإيمان، فإن من ليس بمؤمن لا يدخل الجنة وفاقا، وعلى أنها لا تحبط الطاعات لتعميمه -عليه الصلاة والسلام- الحكم وعدم تفصيله.

 

(على رغم أنف أبي ذر) الرغم بالفتح أشهر من الضم، وحكي الكسر أي: الكره، ففرح بذلك أبو ذر.

(وكان أبو ذر إذا حدث) أي: هذا كما في نسخة صحيحة (قال) تفاخرا: (وإن رغم) بكسر الغين، وقيل: بالضم والفتح (أنف أبي ذر) أي: لصق بالرغام -بالفتح- وهو التراب، ويستعمل مجازا بمعنى كره، أو دل إطلاقا لاسم السبب على المسبب. (متفق عليه).

 

قال العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز:

وهذا تقدم في قصة خروج أبي ذر معه إلى الحرة واجتماعه بجبرائيل، وفيه في اللفظ الآخر: من شهد إلا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وهذه قاعدة كلما جاءت لا إله إلا الله فلا بدّ معها من الشهادة بأن محمدًا رسول، هذه قاعدة معلومة من الشريعة، التوحيد وحده لا يكفي بعد بعث محمد إلا مع تصديق محمد عليه الصلاة والسلام، وفي الأنبياء الماضين إلا مع تصديق النبي المرسل، ففي عهد نوح لا بدّ من التوحيد مع تصديق نوح، وفي عهد هود لا بدّ من التوحيد مع تصديق هود، وفي عهد صالح كذلك، وفي عهد إبراهيم كذلك، وفي عهد شعيب كذلك، وفي عهد موسى وهارون كذلك، وفي عهد عيسى كذلك، ثم جاء عهد محمد -عليه الصلاة والسلام- فلا بدّ فيه من التوحيد مع تصديق الرسول المبعوث الذي جاء بالتوحيد.

 

وهذا فيه الرد على الخوارج ومن ذهب مذهبهم من أن العصاة مخلدون في النار، وأن الزاني مخلد في النار كافر، وأن السارق وشارب الخمر وأشباه ذلك مخلد في النار وكافر عند الخوارج، فهذا يرد عليهم، ويبين بطلان هذا المذهب الخبيث، وأن من أتى بالتوحيد والإيمان صادقًا دخل الجنة، وإنْ جرى عليه ما جرى، وإنْ جرى عقاب في معاصيه التي يموت عليها غير تائب، المقصود أن مآله الجنة، فقد يغفر له ويدخلها من أول وهلة، وقد يعاقب بقدر جرائمه، كما جاءت به النصوص المتواترة أن العصاة يدخلون النار ويعذبون فيها ما شاء الله، لكن هذا لا يمنع أن يكون من أهل الجنة في النهاية، وفي هذا تأكيد للمقام، لقوله: على رغم أنف أبي ذر؛ لأن أبا ذر كرر السؤال، فظهر منه أنه قد استنكر هذا، وأنه كيف يدخل الجنة وقد زنا وقد سرق، لعظم هذين الذنبين، فبين أن هذا هو الواقع، وهو الحكم، وإنْ لم يرض هذا السائل، يعني: وإنْ اشتبه عليه، ومعلوم أنه يرضى بشرع الله، لكن أراد الثبت في الأمر فبيَّن له أن المعاصي ما تمنع دخول الجنة لمن تاب منها أو عفا الله عنه، فإنْ لم يتب ولم يعف عنه فلا بدّ من تطهيره بالكير الذي جعله الله مطهرًا لخبث أهل المعاصي، وهو النار.

 

فالمعاصي بين أمور ثلاثة:

المعصية دون الشرك يعني: أما إن يتوب فهذا لا كلام ويدخل الجنة؛ لأن التوبة تمحو ما قبلها.

الحال الثاني: إلا يتوب، بل يموت على معصيته من الزنا أو السرقة أو شرب الخمر؛ فهذا على حالين: إما أن يُعفى عنه، يعفو الله عنه؛ لأسباب اقتضتها حكمته سبحانه وتعالى: إما لأعمال صالحة فعلها كثيرة، أو لأسباب أخرى اقتضت عفو الله عنه، أو مواقف جليلة في جهاد أعداء الله عُفي عنه بأسبابها، فالعفو له أسباب، قد يكون عنده معصية، لكن عنده جبال من الحسنات وعنده شيء كثير من الحسنات من جهاد وصدقات وأعمال صالحات عفا الله عنه بأسبابها.

الحالة الثالث: إلا يُعفى عنه، لا يتوب ولا يُعفى عنه، بل لقي الله ولم يُعف عنه فبقيت الحال الثالثة حينئذ، وهي أن يُعذب، إذا لم يتب في حياته ولم يُعف عنه بعد الموت، ما عفا الله عنه، فإنه يدخل النار ويعذّب فيها على حسب الجرائم التي مات عليها، وعلى حسب ما تقتضيه حكمة الله في المدة التي يقيمها، فهذا يقيم مقدار سنة، وهذا يقيم مقدار الف سنة، وهذا يقيم مقدار مائة سنة، على حسب ما تقتضيه أعمالهم الخبيثة، ويشفع فيهم الشفعاء من الملائكة والأنبياء والمؤمنين والأفراط كما جاء في أحاديث الشفاعة وغيرها، ونبينا يرفع أربع شفاعات في العصاة كما جاء في حديث أنس وغيره، يتردد إلى ربه ويحمد ربه بمحامد عظيمة حتى يؤذن له بالشفاعة، ثم يشفع فيُحد له حد من العصاة ويخرجهم من النار ثم يعود فيشفع ثم يعود فيشفع ثم يعود فيشفع إلى حدود كلما. إلى حد يحد له منهم، ثم بعد ذلك وبعد شفاعة الملائكة والأنبياء فيمن مات على المعصية من أممهم بعد هذا كله، يبقى بقية من العصاة في النار فيقول الله جل وعلا: شفع الأنبياء وشفعت الملائكة وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا رحمة أرحم الراحمين؛ فيخرج الله من النار أقوامًا ما فعلوا خيرًا قط إلا أنهم كانوا يقولون: لا إله إلا الله، يعني: إلا أنهم موحدون، فيخرجهم الله من النار فلا يبق في النار أحد إلا من حكم عليه القرآن بالخلود يعني: ما يبقى في النار إلا أهل الخلود وهم الكفار الذين حكم عليهم القرآن بأنهم مخلّدون في النار أبد الآباد، هؤلاء هم الذين يبقون في النار.

 

كما قال تعالى: {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: ١٦٧]، هؤلاء الوثنيون، وكذلك قال فيهم سبحانه: {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [المائدة: ٣٧]، هؤلاء هم الكفرة من يهود ونصارى ووثنيين وسائر طبقات الكفار هم مخلدون في النار، وقد جاء في بعض النصوص استعمال الخلود في العصاة، وأنهم يخلدون كقاتل نفسه، والزاني ومن جاء في معناهم؛ فهؤلاء خلودهم غير خلود الكفار، هذه المسألة قد تشتبه على بعض الناس: كيف يقال خالدين كما في قاتل نفسه (خالدًا مخلدًا فيها أبدًا) وفي آية الفرقان في المشرك والقاتل والزاني قال: {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} ذكر فيه الخلود والقاتل: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} [النساء: ٩٣]، هذا عند أهل العلم من أهل السنة قالوا: خلود مؤقت خلود غير خلود الكفار، خلود له نهاية، والعرب الذين جاء القرآن بلغتهم يسمون طول الإقامة "خلود"، إذا أقام عندهم الإنسان وطول قالوا: أخلد، كما يقول الشاعر:

قاموا فأخلدوا، يعني: طوّلوا الإقامة، فالعاصي قد يخلد خلودًا طويلًا لكن له نهاية، ثم بعد النهاية التي كتبها الله يخرجه الله من النار إلى الجنة.

 

فالحاصل أن هذا الحديث حديث أبي ذر لا ينافي ما عُلم من الدين بالضرورة من خطر الزنا وخطر السرقة وأنهما ذنبان عظيمان، وجريمتان عظيمتان، لكنهما لا يكفّران العبد إذا لم يستحلهما، تحت مشيئة الله، داخلان في قوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: ٤٨] فالشرك لا يُغفر بنص الكتاب العزيز: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} ثم قال سبحانه: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فهذه الكلمة مَا دُونَ ذَلِكَ تشمل الزنا والسرقة والخمر والقتل وغير هذا من المعاصي التي لم يكفر صاحبها، ولا يقتضي هذا التهاون بهذه المعاصي والتساهل بها، إلا لمن لا يعقل النصوص ولا يعرفها، فإن زنا وإن سرق ليس معناها التهاون بهذين الذنبين، ولكن معناه أنه لا يمنعان من دخول الجنة وإنْ جرى على أصحابهما ما قد يجري من عذاب إذا لم يتوبا ولم يُعفى عنهما؛ لأن النصوص تفسر بعضها بعضًا، وكلام الله يصدق بعضه بعضًا، ويفسر بعضه بعضًا، وهكذا كلام الرسول يفسر بعضه بعضًا، وهو القائل جل وعلا: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} [الزمر: ٢٣] يعني: يشبه بعضه بعضًا، وهو القائل جل وعلا: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود: ١]، وهو القائل جل وعلا، في الزنا: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: ٣٢]، وهو القائل: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: ٩٣]، وهو القائل: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: ٦٨]، {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} [الفرقان: ٦٩]، هذه الآية لا تخالف الحديث المذكور: وإن زنا وإنْ سرق إلى آخره.

 

فهو متوعد، وهو على خطر من دخول النار، وقد أتى جريمة عظيمة؛ لكن هذا كله لا يمنع من أن يعفو الله عنه، ولا يمنع من دخوله الجنة، إما بعد التوبة إنْ تاب أو بعد العفو أو بعد التطهير، فهو بين هذه الأمور الثلاث: العاصي الزاني أو غيره: إما أن يتوب فينتهي أمره ويلحق بأهل الإيمان ويدخل الجنة من أول وهلة، وإما إلا يتوب ولكن يُعفى عنه، يعفو الله بعد ذلك ويرحمه بأسباب اقتضتها رحمة الله، فإنه قد يكون عنده: جهاد، وأعمال صالحة عظيمة، وصلوات، وصيام، وصدقات، وأعمال لا تحصى من الخير، ثم اقترف شرب مسكر أو سرقة فيما مضى من الزمان أو زنا ولم تقدر له التوبة، فالله عز وجل، برحمته ومن عظيم إحسانه يغفر هذه الزلة في جنب تلك الأعمال العظيمة الصالحة، ويدخله الجنة، ويعفو عنه سبحانه وتعالى، وقد تكون الحال الثالثة: وهو أنه لا يُغفر له، ولا يُعفى عنه، بل يُؤاخذ ويُعذب مدة في النار يشاؤها الله سبحانه وتعالى، على حسب حكمته وعلمه جل وعلا، ثم بعدما يطهر في النار ويمحّص ويزول خبثه يُنقل منها إلى الجنة.

 

هذه أمور عظيمة يجب الانتباه لها؛ لأن دعاة النار من الخوارج والمعتزلة والإباضية وأشباههم يشبّهون على الناس في هذا ويقولون: أن الزاني مخلد في النار، وأن العاصي شارب الخمر مخلد في النار، وأن حديث أبي ذر هذا مُشكل ويردونه، ويقولون: هذا كذب، وهذا ما يصلح، المقصود أنهم يأتون بأشياء قبيحة منكرة لأجل مخالفة مذهبهم، نسأل الله العافية.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

شرح حديث / ما من عبد قال: لا إله إلّا اللّه ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة Reviewed by احمد خليل on 11:36:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.