Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

باب ذم ذي الوجهين

 كتاب الأمور المنهي عنها: باب ذمِّ ذِي الوَجْهَيْن

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

باب – ذم – ذي – الوجهين

باب ذم ذي الوجهين


أحاديث رياض الصالحين: كتاب الأمور المنهي عنها: باب النهي عن نَقْل الحديثِ وكلام الناس إِلَى ولاة الأمورِ إِذَا لَمْ تدْعُ إِلَيْهِ حاجةٌ كَخَوفِ مفسدةٍ ونحوها

قَالَ الله تَعَالَى: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: ٢]. وفي الباب الأحاديث السابقة في الباب قبله.

١٥٤٧ - وعن ابن مَسْعُود -رضي الله عنه- قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لا يُبَلِّغْني أحدٌ مِنْ أصْحابي عنْ أحَدٍ شَيْئًا، فَإنِّي أُحِبُّ أنْ أَخْرُجَ إِليْكُمْ وأنَا سليمُ الصَّدْرِ» رواه أَبُو داود والترمذي.

تحقيق رياض الصالحين للألباني: ضعيف

قلت: واستغربه مشيرا لضعفه وفي إسناده مجهول كما بينته في (المشكاة) رقم: (٤٨٥٢) [٥٢٩].


أحاديث رياض الصالحين: كتاب الأمور المنهي عنها: باب ذمِّ ذِي الوَجْهَيْن

قَالَ الله تَعَالَى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} [النساء: ١٠٨].

١٥٤٨ - وعن أَبي هُريرةَ -رضي الله عنه- قالَ: قالَ رسُولُ اللَّهِ : «تَجدُونَ النَّاسَ معادِنَ: خِيارُهُم في الجاهِليَّةِ خيارُهُم في الإسْلامِ إِذَا فَقُهُوا، وتجدُونَ خِيارَ النَّاسِ في هذا الشَّأنِ أشدَّهُمْ لهُ كَراهِيةً، وتَجدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الوجْهيْنِ، الَّذِي يَأتِي هؤلاءِ بِوجْهِ وَهؤلاءِ بِوَجْهِ» متفقٌ عَلَيْهِ.

١٥٤٩ - وعنْ محمدِ بن زَيْدٍ أنَّ نَاسًا قَالُوا لجَدِّهِ عبدِ اللَّه بنِ عُمَر رضي اللَّه عنْهما: إنَّا نَدْخُلُ عَلَى سَلاطِيننا فنقولُ لهُمْ بِخلافِ مَا نتكلَّمُ إذَا خَرَجْنَا مِنْ عِندِهِمْ، قَالَ: كُنًا نعُدُّ هَذَا نِفَاقًا عَلي عَهْدِ رسولِ اللَّه . رواه البخاري.


الشيخ:

الحمد لله، وصل الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فهذه الأحاديث فيما يتعلق بذم النقل إلى ولاة الأمور -الأمراء والملوك- ما يخشى منه الشر والفتنة، أما ما تدعو إليه الحاجة لحفظ الأمن وسلامة المسلمين فلا بأس، وهكذا ذم صاحب الوجهين الذي يأتي الناس بوجه ويأتي الآخرين بوجه لينال حظه العاجل من الدنيا، وتقدم في أحاديث النميمة أن الواجب على المؤمن أن يحذرها، يقول النبي في الحديث الصحيح: «لا يدخل الجنة نمام»، وتقدم حديث أصحاب القبرين، وأن أحدهما كان يمشي بالنميمة، وكان يعذب في قبره، فالنمام هو الذي ينقل الكلام السيئ، ينقله للأمير أو للجيران أو لغيرهم حتى تفسد الحال بين المنقول عنه والمنقول إليه، وهذه هي النميمة.

 

قال : «لا يدخل الجنة نمام» فالنمامة نقل الكلام الذي يسبب الشحناء والعداوة قال: فيك كذا، سمعته يقول: فيك كذا، يذمك في كذا، إلى غير ذلك مما يسبب الشحناء، هذا لا يجوز إلا إذا كان لمصلحة، مثل ما قال: المؤلف لحاجة، كشيء يضر المسلمين ناس يبيتون مضرة على المسلمين أو مضرة على بعض المسلمين ينقل عنهم حتى يدفع شرهم، أما الشيء العادي الذي يسبب الشحناء وبغض القلوب من دون فائدة، الله -جل وعلا- يحذر منه، يقول سبحانه: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: ٢]، ويقول سبحانه: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: ٣٦]، ويقول : «لا يدخل الجنة نمام» فالواجب الحذر إلا ما تدعو له الحاجة، الشيء الذي يضر المسلمين ينقل إلى أمير البلد إلى السلطان إلى الهيئة الشيء الذي يخشى منه الضرر ينقل، أما شيء لا يخشى منه الضرر وإنما يسبب الشحناء والعداوة فهذا من النميمة فلا يجوز.

 

وهكذا ذو الوجهين يجب أن يحذر وهو الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، يأتي هذا يمدحه ثم يذهب إلى الآخر ويذمه عنده، وهكذا له وجوه، كل أناس يأتيهم بوجه حتى يعيش، حتى يدرك مطلوبه فيأتي زيدا ويذم عنده عمرا ويأتي عمرا ويذم عنده زيدا حتى يظن كل واحد أنه صديقه وأنه صاحبه، وهذا يسبب الشحناء والعداوة والبغضاء بين الناس، وهذه هي النميمة وقد تكون كذبا، قد يكذب فيكون مع النميمة كذبا نسأل الله العافية، كذاب نمام نسأل الله العافية، فالواجب الحذر ولهذا يقول : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت»، ويقول : «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع الإنسان ينتقي لا يتكلم إلا بالشيء الطيب»، فإذا سمع أنواعا من الكلام انتقى، أخذ الطيب ونقله، الذي ينفع الناس والذي يضر الناس يتركه.

 

وهكذا يقول : تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، سماه شر الناس والناس معادن مثل ما قال : خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا. الجود والكرم والصدق والعفاف ومحبة. للمسلم. فإذا أسلموا خيرهم في الجاهلية خيرهم في الإسلام إذا أسلموا وصاروا على طريقتهم السليمة الطيبة من الجود والكرم والإحسان والعون في الخير والكف عن الشر، وتجد شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، وتجدون خير الناس في هذا الأمر أشدهم له كراهة، يعني: منصب الإمارة من كان يكرهه ثم بلي به فهو خير الناس بقيامه بخلاف من يطلبه ويحرص عليه، فقد يخذل ولا يوفق، لكن من الزم به وجاءه وهو له كاره صار أقرب إلى أن ينجح فيه ويتقي الله فيه ويعتني به، ويحذر أن يحيف أو يظلم أحدا، والله المستعان.

 

كذلك حديث عبد الله بن عمر الذي يأتي السلطان والأمراء بوجه ويأتي الآخرين بوجه يمدحهم في وجوههم، فإذا خرج منهم صار يذمهم، قال ابن عمر: كنا نعد هذا نفاقا.

فالواجب على المؤمن أن يحفظ لسانه سواء عند الملوك أو غير الملوك فلا يقول إلا الشيء الطيب الذي يعتقد أنه يسعه وأنه جائز له، وليحذر الأشياء التي يريد بها حظ نفسه العاجل فيكذب ويظهر محبة وتصديقا وهو كذاب ليحصل من ورائهم شيء من طمع الدنيا، الواجب أن يكون صادقا نصوحا، هكذا المؤمن أينما كان لا تجده إلا ناصحا لله ولعباد الله ليس همه الدنيا وحرصه على تحصيلها بكل وسيلة بل همه وحرصه على ما فيه سعادته ونجاته وصلاح أمر دينه، والله الموفق.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

باب ذم ذي الوجهين Reviewed by احمد خليل on 12:45:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.