شرح حديث / وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة
كتاب
الجهاد: باب فضل الجهاد
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن
عثيمين رحمه الله
شرح حديث / وأخرى يرفع الله
بها العبد مائة درجة في الجنة
١٣٠٣ - وعن
ابي هريرة – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة، وكلمه
يدمي: اللون لون دم والريح ريح مسك» متفق عليه.
١٣٠٤ - وعن معاذ - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ، قال: «من قاتل في سبيل
الله من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة، ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب
نكبة، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت: لونها الزعفران، وريحها كالمسك» رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
١٣٠٥ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: مر رجل من أصحاب رسول الله ﷺ، يشعب فيه عيينة من ماء
عذبة، فأعجبته، فقال: لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب، ولن أفعل حتى أستأذن
رسول الله ﷺ،
فذكر ذلك لرسول الله ﷺ، فقال: «لا تفعل، فإن
مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما، ألا تحبون أن يغفر
الله لكم ويدخلكم الجنة؟ اغزوا في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت
له الجنة» رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
والفواق: ما بين
الحلبتين.
١٣٠٦ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قيل: يا رسول الله، ما يعدل الجهاد في
سبيل الله؟ قال: «لا تستطيعونه!» فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول: «لا تستطيعون!». ثم قال: «مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات
الله لا يفتر: من صلاة، ولا صيام، حتى يرجع المجاهد في سبيل الله» متفق عليه. وهذا لفظ مسلم.
وفي رواية
البخاري، أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل يعدل الجهاد؟ قال: «لا أجده ثم قال: هل تستطيع إذا خرج
المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر؟» فقال: ومن يستطيع ذلك؟
١٣٠٧ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه رسول الله ﷺ قال: «من خير معاش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله،
يطير على متنه كلما سمع هيعة، أو فزعة طار على متنه، يبتغي القتل أو الموت مظانه،
أو رجل في غنيمة أو شعفة من هذه الشعف أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة،
ويؤتي الزكاة، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير» رواه مسلم.
١٣٠٨ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ، قال: «إن في الجنة مائة درجة أعدها
الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين
الدرجتين كما بين السماء والأرض» رواه البخاري.
١٣٠٩ - وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: «من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وجبت له
الجنة» فعجب لها أبو سعيد فقال: أعدها على يا
رسول الله فأعادها عليه، ثم قال: «وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض» قال: وما هي يا رسول الله! قال: «الجهاد في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله» رواه مسلم.
الشرح
هذه أحاديث متعددة كلها في
فضل الجهاد في سبيل الله فمنها أي من فضل الجهاد في سبيل الله: أن الإنسان إذا قتل
شهيدا فإنه يأتي يوم القيامة وجرحه يدمي اللون لون الدم والريح ريح المسك يشهده
الأولون والآخرون من هذه الأمة وغيرها بل ويشهده الملائكة في ذلك اليوم المشهود
وهذا يوجب له الرفعة في الدنيا والآخرة.
ومنها أن من قاتل (فواق
ناقة) وهو ما بين الحلبتين فإنه تجب له الجنة فإذا شهد الصف ولو بهذا المقدار
يقاتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا فإنها تجب له الجنة.
ومنها أن الخارج
للجهاد في سبيل الله له مثل أجر الصائم القائم من حين أن يخرج إلى أن يرجع.
والصائم القائم
من حين أن يخرج المجاهد إلى أن يرجع هو الذي يساويه في الأجر عند الله - عز وجل -
ولكن ذلك لا يستطاع كما قاله النبي ﷺ
وقاله الصحابة له ومنها أن الله أعد للمجاهدين في سبيله مائة درجة في الجنة كل
درجة بينها وبين الأخرى مثل ما بين السماء والأرض أعدها الله للمجاهدين في سبيله.
فهذه الأحاديث
وأمثالها وهي كثيرة جدا تدل على فضل الجهاد في سبيل الله والجهاد في سبيل الله
يكون بالمال ويكون بالنفس ولكنه بالنفس أفضل وأعظم أجرا لأن كل هذه الأحاديث التي
سمعناها كلها فيمن جاهد بنفسه ومن جاهد بماله فهو على خير وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا أي
كتب له أجر الغازي ومن خلفه في أهله في خير فقد غزا فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم
من المجاهدين في سبيله ابتغاء وجه الله إنه على كل شيء قدير.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة
Reviewed by احمد خليل
on
6:18:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: