كتاب
الفضائل: باب سنة العصر، باب سنة المغرب، باب سنة العشاء
شرح العلامة
الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح
حديث/ صلوا قبل المغرب
أحاديث رياض الصالحين: باب سُنَّة العصر.
١١٢٦- عنْ عليِّ بنِ أَبي طَالبٍ رَضِيَ
اللَّه عنْهُ، قالَ: كانَ النَّبي ﷺ يُصلِّي
قَبْلَ العَصْرِ أَرْبَعَ رَكعَاتٍ، يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِالتَّسْليمِ عَلى
الملائِكَةِ المقربِينَ، وَمَنْ تبِعَهُمْ مِنَ المسْلِمِين وَالمؤمِنِينَ. [١]
رَوَاهُ الترمذي وقالَ: حديثٌ حسنٌ.
١١٢٧- وعَن ابن عُمَرَ رَضِيَ اللَّه
عنْهُمَا، عنِ النَّبيِّ ﷺ، قالَ: «رَحِمَ اللَّه امْرَأ صلَّى قبْلَ العَصْرِ أَرْبعًا» [٢] رَوَاه أبو
داود، وَالتِّرمِذِيُّ وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ.
١١٢٨- وعنْ عليِّ بنِ أَبي
طَالبٍ رَضِيَ اللَّه عنْهُ، أَنَّ النبيَّ ﷺ
كانَ يُصَلِّي قَبْلَ العَصرِ رَكْعَتَيْنِ. [٣] رَوَاه أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
أحاديث رياض الصالحين: باب سُنَّة المغرب
بَعدَها وقبلَها.
تقدم في هذه الأبواب حديثُ ابن عمر،
وحديث عائشة، وهما صحيحان أنَّ النبيَّ ﷺ
كَانَ يُصَلِّي بَعدَ المَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ.
١١٢٩- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ
مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللَّه عنْهُ، عَنِ النَّبيِّ ﷺ
قالَ: «صَلُّوا قَبلَ المَغرِب» قَالَ في
الثَّالثَةِ: «لمَنْ شَاءَ» [٤] رواه
البخاريُّ.
١١٣٠- وعن أَنسٍ رَضِيَ اللَّه عنْهُ، قالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ
كِبارَ أَصحابِ رسولِ اللَّهِ ﷺ يَبْتَدِرُونَ
السَّوَارِيَ عندَ المغربِ. [٥] رواه البخاري.
١١٣١- وعَنْهُ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي عَلى
عَهدِ رسولِ اللَّهِ ﷺ رَكعَتيْنِ بعدَ غُروبِ
الشَّمْس قَبلَ المَغربِ، فقيل: أَكانَ رسولُ اللَّهِ
ﷺ صَلاَّهُمَا؟ قَالَ: كانَ يَرانَا نُصَلِّيهِمَا فَلَمْ يَأْمُرْنَا
وَلَمْ يَنْهَنا. [٦] رَوَاه مُسْلِمٌ.
١١٣٢- وعنه قَالَ: كُنَّا بِالمَدِينَةِ
فإِذا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ لِصَلاةِ المَغرِبِ، ابْتَدَرُوا السَّوَارِيَ،
فَرَكَعُوا رَكعَتْين، حَتى إنَّ الرَّجُلَ الغَرِيبَ ليَدخُلُ المَسجدِ
فَيَحْسَبُ أَنَّ الصَّلاةَ قدْ صُلِّيتْ مِنْ كَثرَةِ مَنْ يُصَلِّيهِما. [٧]
رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
أحاديث رياض الصالحين: باب سُنَّة العشاء
بَعدها وقبلها.
فيهِ حديثُ ابنِ عُمَرَ السَّابقُ:
صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ رَكعَتَينِ
بَعْدَ العِشَاءِ، وحديثُ عبدِ اللَّهِ بنِ مُغَفَّل: «بَيْنَ
كلِّ أَذَانيْنِ صَلاةٌ» متفقٌ عَلَيْهِ. كما سبَقَ.
الشرح:
هذه الأبواب في بيان سنة العصر والمغرب
والعشاء وقد سبق بيان سنة الفجر وسنة الظهر.
فأما العصر فمن السنن قبلها أن يصلي
الإنسان أربع ركعات استئناسا بهذا الحديث: «رَحِمَ اللَّه امْرَأ صلَّى قبْلَ
العَصْرِ أَرْبعًا»
وهذه الجملة دعائية، يعني: أن النبي ﷺ دعا
لمن صلى قبل العصر أربعا، وهذا الحديث وإن كان فيه مقال عند أهل العلم لكنه يرجى
أن ينال الإنسان الأجر إذا صلى هذه الأربع.
وأما المغرب فلها سُّنَّة قبلها وبعدها،
لكن السُّنَّة التي قبلها ليست راتبة والتي بعدها راتبة، السُّنَّة التي قبلها
فيها الحديث أن النبي ﷺ قال: «صَلُّوا قَبلَ
المَغرِب» وقال في الثالثة: «لمَنْ شَاءَ» لئلا تتخذ سُّنَّة راتبة، فإذا أذن
المغرب فصل ركعتين سُّنَّة لكن ليست كالتي بعدها راتبة مؤكدة بل هي سُّنَّة إن
تركها الإنسان فلا حرج، وإن فعلها فلا حرج، ولهذا قال أنس: كان النبي ﷺ يرانا نصلي فلم يأمرنا ولم ينهنا.
وأما العشاء فلها سُّنَّة قبلها وبعدها،
لكن السُّنَّة قبلها ليست راتبة بل هي داخلة في عموم قول النبي ﷺ: «بَيْنَ كلِّ أَذَانيْنِ صَلاةٌ» أما بعدها فيسن
ركعتان.
فتبين بهذا أن الصلوات الخمس الفجر لها سُّنَّة
قبلها وليس لها سُّنَّة بعدها، الظهر لها سُّنَّة قبلها وبعدها، العصر ليس لها سُّنَّة
قبلها ولا بعدها، يعني: راتبة لكن لها سُّنَّة غير راتبة قبلها وأما بعدها فهو وقت
نهي المغرب لها سُّنَّة بعدها، أي: راتبة وقبلها غير راتبة، العشاء لها سُّنَّة
بعدها، يعني: راتبة وقبلها وليست براتبة هذه هي السنن التابعة للمفروضات.
ومن فوائدها أنه إذا حصل نقص بالفرائض
فإنها تكملها.
[١] حسن: الترمذي (٤٢٩) واللفظ له، ابن
ماجة: (٣٦٧/١)، والطبراني في "الصغير" (۱۲۷/۲) وقال الترمذي: حديث حسن،
وقال الهثمي في مجمع الزوائد (۲۲۲،۲۲۱/۲):
رواه أبو يعلى، والطبراني في "الكبير" و "الأوسط"، وفيه حنظلة
السدوس، ضعفه أحمد، وابن معين، ووثقه ابن حبان.
[٢] صحيح: احمد (۱۱۷/۲)، أبو داود ،۱۲۷۱، الترمذي ٤٣٠، ابن
خزيمة (٢٠٦/٢)، أخرجه الطبراني في "الأوسط" (۲۸۱/۱) في موضعين، الأول:
(۲۸۱/۱) عن علىّ، والثاني: (٢٨٤/١) عن ميمونة، قال الشيخ أحمد شاكر في تحقيق
المسند (۱۸۳/۸): إسناده صحيح، قلت: ثبت بلفظ أربع ركعات ... والله أعلم.
[٣] حسن: أبو داود: ۱۲۷۲، وحسنه الألباني في
صحيح أبي داود (۱/ ۲۳۷) ولكن بلفظ أربع ركعات.
[٤] صحيح البخاري: (١١٨٣).
[٥] صحيح البخاري: (٦٢٥).
[٦] صحيح مسلم: (١٢٣/٦).
[٧] صحيح مسلم: (١٢٣/٦).
الْحمْد لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين واجْمعْنَا
بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال
