باب سنة الظهر
أحاديث رياض الصالحين: باب سنة الظهر.
١١٢٠-عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضيَ اللَّه
عنْهُما، قالَ: صلَّيْتُ مَع رسولِ اللَّهِ ﷺ
ركْعَتَيْنِ قَبْل الظُّهْرِ، ورَكْعَتيْنِ بعدَهَا. [١] متفقٌ عَلَيهِ.
١١٢١-وعَنْ عائِشَة رَضِيَ اللَّه عنْهَا،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ لا يدعُ أَرْبعًا
قَبْلَ الظُّهْرِ. [٢] رَوَاهُ البخاريُّ.
١١٢٢-وعَنْ عائِشَة رَضِيَ اللَّه عنْهَا،
قالتْ: كانَ النبيُّ ﷺ يُصَليِّ في بَيْتي
قَبْلَ الظُّهْر أَرْبَعًا، ثُمَّ يخْرُجُ فَيُصليِّ بِالنَّاسِ، ثُمَّ يدخُلُ
فَيُصَليِّ رَكْعَتَينْ، وَكانَ يُصليِّ بِالنَّاسِ المَغْرِب، ثُمَّ يَدْخُلُ
بيتي فَيُصليِّ رَكْعَتْينِ، وَيُصَليِّ بِالنَّاسِ العِشاءَ، وَيدْخُلُ بَيْتي
فَيُصليِّ ركْعَتَيْنِ. [٣] رواه مسلم.
١١٢٣-وعن أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللَّه
عَنها، قَالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: «منْ حَافظَ عَلى أَرْبَعِ ركعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ،
وَأَرْبعٍ بَعْدَهَا، حَرَّمهُ اللَّه عَلَى النَّارَ» [٤] رواه أَبو داود،
والترمذي، وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
١١٢٤-وعَنْ عبدِ اللَّهِ بن
السائب رَضِيَ اللَّه عنْه، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ
كانَ يُصَلِّي أَرْبعًا بعْدَ أَن تَزول الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ، وقَالَ: «إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبوابُ السَّمَاءِ،
فأُحِبُّ أَن يَصعَدَ لِي فيهَا عمَلٌ صَالِحٌ» [٥] رواه
التِّرمِذِيُّ وقالَ: حديثٌ حسنٌ.
١١٢٥-وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عنْهَا،
أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كانَ إِذا لَمْ يُصَلِّ
أَرْبعًا قبْلَ الظهْرِ، صَلاَّهُنَّ بعْدَها. [٦] رَوَاهُ الترمذيُّ وَقَالَ: حديثٌ حسنٌ.
الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول
الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث فيما يتعلق سُنّة الظهر،
الظهر لها سُنّة قبلها وبعدها، راتبة كان يحافظ عليها النبي ﷺ، وهي أربع قبل الظهر وثنتان بعدها، وربما صلى
قبلها ركعتين كما قال ابن عمر، ولكن ذكرت عائشة رضي الله عنها، أنه كان لا يدع
أربعا قبل الظهر، والزيادة مطلوبة؛ لأن الرسول ﷺ
يوحى إليه الوحي بعد الوحي، فما زاد أخذ به فتكون السُنّة الكاملة قبل الظهر أربعا
تسليمتين وبعدها ركعتان، ست الجميع، وإن صلى أربعا بعدها كان أفضل لقوله ﷺ: «من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعده حرمه
الله تعالى على النار» رواه أهل السنن والإمام أحمد بإسناد صحيح عن أم حبيبة
رضي الله عنها أم المؤمنين، وقالت عائشة رضي الله عنها: إنه كان ﷺ يدخل بيتها فكان يصلي في بيتها أربعا قبل الظهر ثم
يخرج إلى الناس فيصلي بهم، ثم يرجع فيصلي ركعتين بعد الظهر، هذه الراتبة، وإن صلى
أربعا كان أفضل بعد الظهر كما يصلي قبلها أربعا.
وفي الحديث السابق حديث أم حبيبة يقول ﷺ: «من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعده حرمه
الله تعالى على النار»، وقال عليه الصلاة والسلام: «رحِمَ
اللَّهُ امرَأً صلَّى قبلَ العصرِ أربعًا» [٧]، فيستحب أربعا قبل
العصر بتسليمتين، وكان يدخل بيته فيصلى بعد المغرب ركعتين، وبعد العشاء ركعتين،
وقبل صلاة الفجر ركعتين هذه هي الرواتب المحفوظة عن النبي ﷺ ثنتا عشرة ركعة، وهذه يقال لها الرواتب مع الفرائض، يقول ﷺ: «مَن صَلَّى في
يَومٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَجْدَةً تَطَوُّعًا، بُنِيَ له بَيْتٌ في الجَنَّةِ»
[٨]، ثم فسرتها أم حبيبة رضي الله عنها، أربعا قبل الظهر وثنتين بعدها،
وثنتين بعد المغرب، وثنتين بعد العشاء، وثنتين قبل صلاة الصبح، وإن زاد فصلى أربعا
بعد الظهر كان أفضل، وإذا صلى أربعا قبل العصر كان أفضل أيضا، وركعتين قبل المغرب
وركعتين قبلها بين الأذانين كل هذا مستحب، لكن الرواتب التي كان يلزمها ﷺ ثنتي عشرة: أربعا قبل الظهر بتسليمتين وتسليمة بعد
الظهر، وتسليمة بعد المغرب، وتسليمة بعد العشاء، وتسليمة قبل صلاة الفجر، ثنتا
عشرة ركعة، ويستحب أن يزيد فيصلي بعد الظهر أربعا فتصير أربعة عشر، ويصلي قبل
العصر فتصير ثمانية عشر، ويصلي قبل المغرب ثنتين وقبل العشاء ثنتين كل هذه مستحبة
بين الأذانين لقوله ﷺ: «بيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلَاةٌ، بيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ
صَلَاةٌ» [٩]، لمن شاء فيستحب أن يصلي بين الأذانين ركعتان وإن صلى
أكثر فلا بأس إلا الفجر فيصلي قبلها ركعتين راتبتها، ركعتان فقط لا زيادة، إن
صلاها في البيت صلى تحية المسجد إن جاء المسجد وإن صلاها في المسجد كفت عن تحية
المسجد، وإذا تطوع بالزيادة في الليل تهجد فهو سُنّة التهجد بالليل، وأقل ذلك ركعة
واحدة الوتر لكن إذا تهجد بثلاث بخمس بسبع بتسع بإحدى عشرة بثلاث عشرة بأكثر كله
حسن.
كان النبي ﷺ
يتطوع في الليل بإحدى عشرة يتهجد بها، إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ثنتين ويوتر
بواحدة عليه الصلاة والسلام، هذا هو الأغلب من فعله، وربما أوتر بثلاثة عشر يسلم
من كل ثنتين، وربما نقص فأوتر بسبع أو بتسع كل هذا واسع والحمد لله، أقله واحدة ما
بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر في السفر والحضر، وهكذا سُنّة الفجر في السفر
والحضر، أما سنة الظهر والمغرب والعشاء فالأفضل تركها في السفر، أما سُنّة الضحى سُنّة
دائمة في السفر والحضر، سُنّة الضحى مستحبة حضرا وسفرا، والتهجد بالليل مستحب حضرا
وسفرا مع الوتر.
كان الرسول ﷺ
يحافظ على أربع قبل الظهر، وهي الراتبة تسليمتان قبل الظهر وبعدها تسليمة، الجميع
ست ركعات مع الظهر كلها رواتب، ويستحب أن يصلي أربعًا بعدها يكون الجميع ثمانٍ
لحديث أم حبيبة، وهو قوله ﷺ: «من حافظ على
أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار» رواه أهل السنن والإمام
أحمد بإسناد صحيح، فالسُنّة للمؤمن أن يحافظ على هذه الركعات يرجو ما عند الله جل
وعلا، من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار، وهذا
وعد عظيم وخير كثير، وكذلك الأربع التي جاءت في حديث عبد الله بن السائب بعد زوال
الشمس في صحتها نظر، ولكن يقوم مقامها الأربع التي جاءت في حديث عائشة كان لا يدع
أربع قبل الظهر، إذا زالت الشمس صلى أربعًا قبل الظهر وهي راتبة الظهر، فينبغي
للمؤمن أن يحافظ عليها وأن يحرص عليها يرجو ما عند الله من المثوبة سبحانه وتعالى.
كذلك حديث عائشة رضي الله عنها: إذا لم
يصلها ﷺ قبل الظهر صلاها بعد الظهر، السُنّة
للمؤمن إذا فاتت الراتبة قبل الظهر -شغل عنها- جاء والإمام قد أقيمت الصلاة يصليها
بعد، يصلي أربعًا بعد الصلاة وثنتين الجميع ست أو ثمان بعد الصلاة الحمد لله،
والنبي ﷺ لما فاتته قبل الصلاة قضاها بعد
الصلاة.
وفق الله الجميع.
[١] صحيح البخاري: (١١٦٥)، مسلم:
(٣/٨٠٧).
[٢] صحيح البخاري: (١١٨٢).
[٣] صحيح مسلم: (٦/٨).
[٤] صحيح أحمد: (٦/٣٢٦)، أبو داود:
(١٢٦٩)، الترمذي: (٤٢٧)، ابن ماجة: (١/٣٦٧)، النسائي: (٣/٢٦٦)، وصححه الألباني في
صحيح ابن ماجة: (١/١٩١)، وكذا صححه في "المشكاة" (١/٣٦٧)، وقال حديث حسن
صحيح.
[٥] صحيح أحمد: (٣/٤١١)، الترمذي: (٤٧٨)،
وقال الشيخ أحمد شاكر في "تحقيق المسند" (٢/٤٤٣): حديث صحيح متصل
الإسناد رواته ثقات.
[٦] ضعيف الترمذي: (٤٢٦)، ابن ماجة:
(١/٣٦٦)، وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة: (ص ٨٥).
[٧] أخرجه أبو داود: (١٢٧١)، والترمذي:
(٤٣٠)، وأحمد: (٥٩٨٠).
[٨] صحيح مسلم: (٧٢٨).
[٩] أخرجه البخاري: (٦٢٤)، ومسلم: (٨٣٨).
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا
ومنْكم صَالِح الأعْمال
ليست هناك تعليقات: