كتاب
الفضائل: باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات والنهي الأكيد والوعيد الشديد
في تركهن
شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
أحاديث
رياض الصالحين: باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات والنهي الأكيد والوعيد
الشديد في تركهن
١٠٨٢ - وعن
ابنِ عمرَ -رضيَ اللَّه عنهما- قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: «بُنِيَ الإِسَلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهادَةِ أَنْ لا إِلهَ
إِلاَّ اللَّه، وأَنَّ مُحمدًا رسولُ اللَّهِ، وإِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ
الزَّكاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ، وَصَوْمِ رَمضانَ» متفقٌ عَلَيهِ.
الشيخ:
الحمد
لله، وصل الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما
بعد:
فهذا
الحديث يدل على عظم شأن الصلاة، وأن الواجب المحافظة عليها والتواصي بها لأنها
عمود الإسلام وأول شيء يفقد من الإسلام، فالأمر عظيم، يقول ﷺ: «بني الإسلام على خمس»
يعني: على خمس دعائم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، هذا الركن
الأول وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت فالإسلام الذي هو دين
الله كما قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ
الْإِسْلَامُ} [آل عمران: ١٩].
دين
الله مبني على هذه الأركان الخمسة: الشهادتين وهما أشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدًا رسول الله، الشهادة بأن الله المستحق للعبادة، وإفراده بالعبادة دون كل ما
سواه، والشهادة بأن محمدًا عبد الله ورسوله، ثم الصلاة، ثم الزكاة، ثم الصيام، ثم
الحج، هذه أركان الإسلام الظاهرة، وأركانه الباطنة المتعلقة بالقلب: الإيمان بالله
وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، فلا بدّ من هذا وهذا، لا
بدّ من إيمان القلب بالله وأنه ربك وإلهك الحق ومعبودك الحق، والإيمان بملائكة
الله وكتبه المنزلة على الرسل التي أعظمها القرآن والإيمان بالرسل والملائكة،
والإيمان بالقدر أن الله قدر الأشياء وعلمها كل شيء بقدر الله الخير والشر قدره
وعلمه، وأمر المؤمنين بتوحيده وطاعته ونهاهم عن الشرك به ومعصيته، وأعطى العقول
والأسماع والأبصار والأدوات حتى يعمل المؤمن بما يرضي الله ويبتعد عما يسخط الله -سبحانه
وتعالى.
فالصلاة
شأنها عظيم وهي أعظم الأركان وأهم الأركان بعد الشهادتين من حفظها حفظ دينه ومن
ضيعها فهو لما سواها أضيع، فالواجب على المسلمين العناية بها والمحافظة عليها،
ويقول عليه الصلاة والسلام: «أول ما يحاسب عنه العبد
من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر» وفق الله الجميع.