شرح حديث/ سألت رسول الله صل الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل

شرح حديث/ سألت رسول الله صل الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل
المؤلف احمد خليل
تاريخ النشر
آخر تحديث

كتاب الفضائل: باب الأمر بالمحافظة عَلَى الصلوات المكتوبات والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهنَّ

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

شرح – حديث – سألت- رسول – الله – صل – الله – عليه – وسلم – أي – الأعمال - أفضل

شرح حديث/ سألت رسول الله صل الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل


أحاديث رياض الصالحين: باب الأمر بالمحافظة عَلَى الصلوات المكتوبات والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهنَّ

 

قال الله تَعَالَى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: ٢٣٨]، وقال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: ٥].
١٠٨١ - وعن ابنِ مسعودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قالَ: سَأَلتُ رسولَ اللَّهِ
: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِها» قلتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «بِرُّ الوَالِدَيْنِ» قلَتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الجهادُ في سَبِيلِ اللَّهِ» متفقٌ عليه.


الشيخ:

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فهاتان الآيتان مع الحديث كلها تدل على عظم شأن الصلاة، وأن الواجب المحافظة عليها والتواصي بها؛ لأنها عمود الإسلام وأول شيء يفقد من الإسلام، فالأمر عظيم، ولهذا قال جل وعلا: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: ٢٣٨]، وقال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: ٥] دل على أن الذي لا يقيم الصلاة لا يخلى سبيله بل يقتل، وقال جل وعلا: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: ٤٥]، وقال سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: ٤٣]، وقال عزَّ وجلَّ: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: ١٩-٢٣] إلى أن قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} [المعارج: ٣٤-٣٥]، وقال جل وعلا: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} [المؤمنون: ١-٤] إلى أن قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: ٩-١١].

 

فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة العناية بالصلاة وإقامتها والمحافظة عليها في أوقاتها مع الطمأنينة فيها والخشوع فيها وعدم العجلة؛ لأنها عمود الإسلام، كما قال عليه الصلاة والسلام: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة» فالواجب على كل مسلم أن يعتني بها وأن يحافظ عليها، ولما سئل أي العمل أفضل؟ قال: «الصلاة على وقتها» فأفضل الأعمال بعد التوحيد الصلاة على وقتها، كونه يؤديها في الوقت كما أوجب الله هذا أفضل الأعمال بعد الشهادتين أن تؤدى الصلاة في وقتها، قلت: يا رسول الله ثم أي؟ قال: «بر الوالدين» قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» وهذا يبين لنا عظم شأن بر الوالدين وأن برهما عظيم حتى قرنه بالصلاة.

 

فالواجب على كل مسلم أن يبر والديه وأن يعتني بذلك، ولذا أوصى الله بذلك في كتابه العظيم في مواضع كثيرة قرن الوصية بالوالدين مع الوصية بالتوحيد وترك الشرك {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: ٢٣]، وقال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النساء: ٣٦] فالإحسان للوالدين من أهم الفرائض، ثم الجهاد في سبيل الله لما فيه من إعلاء الدين وقمع المشركين وإظهار شعائر الإسلام. وفق الله الجميع.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

تعليقات

عدد التعليقات : 0