شرح حديث / أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله

شرح حديث / أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله
المؤلف احمد خليل
تاريخ النشر
آخر تحديث

كتاب الفضائل: باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهن

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

شرح - حديث - أمرت - أن - أقاتل - الناس - حتى - يشهدوا - أن - لا - إله - إلا - الله

شرح حديث / أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله


أحاديث رياض الصالحين: باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهن

 

١٠٨٣ - عَنِ أبْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ». متفق عليه.

 

الشرح:

قال النووي -رحمه الله- في كتابه رياض الصالحين في باب المحافظة على الصلوات الخمس فيما نقله عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله  قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة».

 

أمرت: الآمر له هو الله -عز وجل- أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فالذي أمره بقتالهم هو الذي خلقهم وله أن يتصرف في ملكه كيف يشاء له أن يأمر بقتل هؤلاء وله أن يأمر بقتالهم إلى أن يسلموا فإذا أسلموا كف عنهم.

 

وهذا الحديث مخصوص بقوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: ٢٩]، وكذلك حديث بريدة بن الطفيل أن النبي : كان إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه بتقوى الله -عز وجل.

 

وذكر الحديث وفيه: أنهم إذا أرادوا الجزية فاقبلها وكف عنهم وعلى هذا فيقاتل الكفار إلى غايتين إما أن يسلموا، وإما أن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون فإن لم يفعلوا لا هذا ولا هذا وجب على المسلمين قتالهم وقتال المسلمين لهم بأمر الله الذي هو ربهم ورب الكافرين ليس تعصبا من المسلمين لدينهم وحق لهم أن يتعصبوا له لأنه دين الله -عز وجل- ودين غير المسلمين دين باطل منسوخ لا يقبله الله -عز وجل- من أي أحد كما قال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} [ال عمران: ٨٥].

 

وقوله: «حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة» سبق الكلام عليه.

«فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم» وفي هذا دليل على أن الكفار إذا قوتلوا فأموالهم حلال لنا كما أننا نستبيح دماءهم فنستبيح أموالهم من باب أولى وكذلك أيضا نستبيح نساءهم وذرياتهم يكونون سبيا لنا ويكونون أرقاء للمسلمين لأننا نأخذهم بكلمات الله -عز وجل- بأمره ودينه وشرعه «فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله».

 

وقد قاتل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- مانعي الزكاة حتى راجعه الصحابة وراجعه عمر في ذلك، ولكنه أصر على مقاتلتهم وقال: والله لو منعوني عناقا أي: ماعزا صغيرة وفي رواية عقالا: وهي ما تربط به البعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم على ذلك يقول: فلما رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال علمت أنه الحق، فهذا دليل على أهمية الصلاة وأن الناس يقاتلون على تركها إلى أن يصلوا، والله الموفق.


الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

تعليقات

عدد التعليقات : 0