شرح حديث / من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف
كتاب
الفضائل -باب الحث على سور وآيات مخصوصة
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن
عثيمين رحمه الله
باب
الحث على سور وآيات مخصوصة الحديث رقم 1029-1028
1028
-وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: (من
حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عصم من الدجال).
وفي
رواية: (من آخر سورة الكهف) رواه مسلم.
1029
-وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: بينما جبريل عليه السلام قاعد عند النبي ﷺ سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه فقال:(
هذا باب من السماء فتح اليوم ولم يفتح قط إلا اليوم،
فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال: أبشر
بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ
بحرف منها إلا أعطيته
(رواه مسلم.
النقيض:
الصوت.
الشرح
ذكر
المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب الحث على آيات وسور معينة من كتاب
الله ما يتعلق بسورة الكهف وما يتعلق بفاتحة الكتاب وآخر سورة البقرة.
أما
الأول فإن النبي ﷺ أخبر أنه من حفظ عشر آيات
من أول سورة الكهف أو من آخرها عصم من الدجال والدجال رجل كافر يبعث في آخر الزمان
يدعي النبوة أولا ثم يدعي أنه إله والعياذ بالله وفتنته أعظم فتنة تكون على الأرض
منذ خلق آدم إلى قيام الساعة كما أخبر بذلك النبي ﷺ
وقال (إن خرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإلا فالله
خليفتي على كل مسلم) وقد حذر النبي ﷺ
من فتنته وما من نبي من الأنبياء إلا أنذر قومه حتى يستعد بنو آدم لهذه الفتنة
العظيمة وإن كان من المعلوم أنه لا يأتي إلا في آخر الزمان لكن لأجل التنبيه لعظم
فتنته وأنها كبيرة عظيمة لا ينجو منها إلا من أنجاه الله -عز وجل-هذا الدجال يجعل
الله على يديه آيات خوارق فتنة للناس منها أنه يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض
فتنبت فيأتي إلى القوم ليس في أرضهم رعي ومواشيهم ضعاف عجاف فيدعوهم ويمنيهم
فيتبعونه فيأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ثم تروح عليهم مواشيهم وهي أكثر ما
تكون لبنا وأوفر ما تكون لحما ثم يأتي إلى آخرين فيدعوهم ولكنهم ينكرونه فيصبحون
مقفرين ليس في أرضهم نبات هل تجدون أعظم من هذه الفتنة لا سّيما في البادية فيتبعه
أناس كثيرون فمن تبعه أدخله جنته ومن أنكره أدخله ناره وهي جنة فيما يبدو للناس
لكنها نار والعياذ بالله وناره نار فيما يبدو للناس لكنها جنة وماء عذب ولكن الناس
ليس لهم إلا الظاهر إلا أن الله سبحانه وتعالى بين لنا آياته أنه كاذب لما أخبرنا
به ﷺ من أن هذا الرجل مكتوب بين عينيه كافر
يقرأها كل مؤمن حتى الذي لا يستطيع القراءة ويعمى عنها كل منافق كما أن الإنسان في
القبر إذا كان مؤمنا أجاب بالصواب وقال ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد وإذا
كان منافقا ولو كان قارئا لم يجب والعياذ بالله وأعطانا نبينا ﷺ آية أيضا بينة وهي أنه أعور ليس له إلا عين واحدة
وربنا جل وعلا ليس بأعور منزه عن كل عيب ونقص فمن وفق سلم من فتنته ونجا يبقى هذا
الدجال الخبيث في الأرض أربعين يوما أول يوم كسنة يعني اثني عشر شهرا واليوم
الثاني كشهر ثلاثون يوما والثالث كالأسبوع سبعة أيام وبقية الأيام كأيامنا يبقى
هذه المدة ثم ينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقتل هذا الدجال المسيح
الصادق النبي الطاهر يقتل هذا المسيح الخبيث الدجال يسلطه الله عز وجل عليه فيقتله
ومن أجل عظم فتنته أمرنا رسول الله ﷺ أن
نستعيذ منه في كل صلاة فقال (إذا تشهد أحدكم فليقل
أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح
الدجال) لأن فتنته عظيمة فينبغي لنا أن نستعيذ بالله عز وجل بقلب صادق من
فتنة هذا المسيح الدجال ثم إنه أيضا من أسباب الوقاية من فتنته أن من حفظ عشر آيات
من سورة الكهف من أولها أو آخرها وقرآهن عليه عصم من فتنته.
ومن
السور المعينة والآيات المعينة سورة الفاتحة وآيتان من آخر سورة البقرة فإنهما ما
قرأهما واحد من هذه الأمة مؤمنا إلا آتاه الله تعالى ما فيهما من الطلب وفي سورة الفاتحة﴿
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ
الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا
الضَّالِّينَ ﴾قال الله تعالى لعبده إذا قرأها في الصلاة (هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
وأما
آخر سورة البقرة﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا
إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا
لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ
عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا
وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا
وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
﴾ ]سورة البقرة:286[سبع جمل دعائية ما يدعو بهن مؤمن
موقنا مؤمنا إلا استجاب الله له وهذه ميزة وفضل عظيم نسأل الله تعالى أن يعفو عنا
وعنكم وأن ينصرنا على القوم الكافرين.
الحمد لله رب العالمين
تحقيق
رياض الصالحين للألباني
1028
- (الرواية الأولى صحيحة والثانية شاذة)
عن
أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال».
وفي رواية: «من آخر سورة الكهف» رواهما مسلم.
قلت:
الرواية الأخرى شاذة والمحفوظ الرواية الأولى كما حققته في (سلسلة الأحاديث
الصحيحة) رقم (582) ويشهد له حديث النواس بن سمعان الآتي عند المصنف برقم (1817)
فإن فيه (فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف) [393].
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف
Reviewed by احمد خليل
on
4:22:00 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: