شرح حديث / إنه كان حريصا على قتل صاحبه
شرح
حديث / إذا التقى المسلمان بسيفيهما
أحاديث
رياض الصالحين: باب الإخلاص وإحضار النية
١٠ - وعن أبي بَكْرَة
نُفيْعِ بْنِ الْحارِثِ الثَّقفِي -رَضِي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا الْتقَى الْمُسْلِمَانِ بسيْفيْهِمَا فالْقاتِلُ
والمقْتُولُ في النَّارِ» قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ
فمَا بَالُ الْمقْتُولِ؟ قَال: «إِنَّهُ كَانَ حَرِيصاً
عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ» متفقٌ عليه.
الشرح
الحديث
صحيح في الصحيحين عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار»
قيل يا رسول الله هذا القاتل فما شأن المقتول؟ قال: «لأنه
كان حريصًا على قتل صاحبه».
فالمسلمان
إذا التقوا ظلما وعدوانا هذا وعيدهم، أما إذا التقوا بشبهة ولأمر مشروع كما يقوم
أهل العدل في قتال أهل البغي، فهؤلاء الذين قاموا بإزالة البغي محسنون، ومقتولهم
شهيد ويرجى له الخير لأنهم قاموا بإزالة البغي كما قال الله -جل وعلا-: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى
فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}
[الحجرات: ٩].
فقتال
الباغية حتى تفيء قتال شرعي، والمقتول في ذلك ليس داخلا في الحديث لأنه مأمور بالقتال،
فالمقتول في هذا شهيد، والقاتل الذي يقاتل -وهو باغي- هو الذي على خطر، أما من
قاتل لإزالة البغي ولإيقاف الباغية عند حدها ثم قتل فهو شهيد، وإنما الخطر على
مقتول الباغية التي أبت أن ترجع الحق، هذا هو الذي عليه الوعيد وعليه الغضب لأنه
بغى واعتدى ولم يرجع عن خطئه وضلاله، وهكذا المتقاتلون ظلما وعدوانا على الرياسات
أو على أمور فيما بينهم أو على أشياء فيما بينهم من أحقاد وشحناء هؤلاء داخلون في
الحديث -ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأما
ما جرى من القتال في فلسطين وفي لبنان وبين البعثيين وبين الرافضة فهذه أمور لها
أسبابها: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلّامٍ لِلْعَبِيدِ}
[فصلت: ٤٦]،
لما حصل من هذا القتال وهذه الفتن كلها بأسباب الذنوب والمعاصي والغواية والضلال
من بعض أولئك: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا
هُمُ الظَّالِمِينَ} [الزخرف: ٧٦]، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: ٤٦]، وقال سبحانه:
{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ
أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: ٣٠]، فما سلط
اليهود إلا بذنوبنا، وما جرى ما جرى في بيروت من العذاب والشر والحروب الكثيرة
ووقعت السموم إلا بسبب ما وقع من البعض من الكفر، وفي الآخر من المعاصي والشرور
الكثيرة.
وهكذا
ما جرى على العراق وما جرى على الشيعة في إيران، كل هذا بأسباب ما فعلوا وما
قدموا، الرافضة عندهم من الشر والفساد وسب الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وعبادة
أهل البيت بالشرك وعبادة القبور والبناء عليها وعبادتها.
ليست هناك تعليقات: