Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث (إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه) – فذكر

باب الغضب إذا انتهكت حرمات الشّرع والانتصار لدين الله تعالى

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

شرح - حديث - (إن - أحدكم - إذا - قام - في - صلاته - فإنه - يناجي - ربه -..) – فذكر

شرح حديث / إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه


أحاديث رياض الصالحين: باب الغضب إذا انتهكت حرمات الشّرع والانتصار لدين الله تعالى

 

٦٥٧ - وعن أنس -رضي اللَّه عنه- أَنَّ النَّبيَّ رَأَى نُخامَةً في القِبلةِ. فشقَّ ذلكَ عَلَيهِ رُؤِي في وجهِهِ، فَقَامَ فَحَكَّهُ بيَدِهِ فَقَالَ: «إن أحَدكم إِذَا قَام فِي صَلاتِه فَإنَّهُ يُنَاجِي ربَّه، وإنَّ ربَّهُ بَينَهُ وبَينَ القِبْلَةِ، فَلاَ يَبْزُقَنَّ أَحدُكُم قِبلَ القِبْلَةِ، ولكِن عَنْ يَسَارِهِ أوْ تحْتَ قدَمِهِ» ثُمَّ أخَذَ طرفَ رِدائِهِ فَبصقَ فِيهِ، ثُمَّ ردَّ بَعْضَهُ عَلَى بعْضٍ فَقَالَ: «أَو يَفْعَلُ هكذا» متفقٌ عَلَيْهِ.

 

والأمرُ بالبُصاقِ عنْ يسَارِهِ أَوْ تحتَ قَدمِهِ هُوَ فِيما إِذَا كانَ في غَيْرِ المَسجِدِ، فَأَمَّا في المسجِدِ فَلا يَبصُقْ إلاَّ في ثوبِهِ.

 

الشرح:

هذا الحديث الذي ذكره النووي -رحمه الله- في رياض الصالحين في باب الغضب إذا انتهك شرع الله -عزّ وجلّ- أن الرسول رأى نخامة في القبلة، أي: في قبلة المسجد، فغضب -عليه الصلاة والسلام- وحكها بيده وقال: «إن أحدكم يناجي ربه» يعني: إذا كان يصلي فإنه يناجي الله يعني: يخاطبه، والله -عزّ وجلّ- يرد عليه.

 

فقد ثبت في الصحيح أن العبد إذا قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، أجابه الله فقال: «حمدني عبدي»، وإذا قال: {الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}، قال: «أثنى على عبدي»، وإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، قال: «مجدني عبدي» وإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، قال: «هذا بيني وبين عبدي نصفين»، فإذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، قال: «هذا لعبدي ولعبدي ما سأل».

 

فأنت تناجي الله -عزّ وجلّ- بكلامه، وتدعوه سبحانه وتعالى، وتسبحه؟ وتمجده، وتعظمه. فهو سبحانه وتعالى، أمامك بينك وبين القبلة، وإن كان سبحانه وتعالى، في السماء فوق عرشه، فإنه أمامك؛ لأنه محيط بكل شيء: و{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١].

 

ثم إن النبي لما ذكر منع التنخم أمام القبلة يعني: في قبلة الإنسان ذكر الشيء المباح؛ لأن هذا هو الهدي، وهذه هي الحكمة، أنك إذا ذكرت للناس ما هو ممنوع أن تذكر لهم ما هو جائز حتى لا تسد الأبواب عليهم. فأمر الإنسان أن يبصق عن يساره، أو تحت قدمه، أو في ثوبه ويحك بعضه ببعض؛ ثلاثة أمور: إما تحت قدمه يبصق ويطؤ عليها، وإما عن يساره، وهذا والذي قلبه متعذر إذا كان الإنسان في المسجد؛ لأنه يلوثه، وقد قال النبي : «البصاقُ في المسجد خطيئة»، وإما في ثوبه، فيبصق في ثوبه ويحك بعضه ببعض.

 

وفي هذا الحديث دليلٌ على أن النخامة ليست نجسة؛ لأن النبي أمر أن يبصق المصلي تحت قدمه أو في ثوبه، ولو كانت نجسة ما أذن له أن يبصق في ثوبه، وفيه التعليم بالفعل؛ لقول النبي : ِ «أو يقول هكذا»، وبصق في ثوبه وحك بعضه ببعض.

 

وفيه أيضًا إطلاق القول على الفعل في قوله: «أو يقول هكذا» وهو يريد الفعل.

 

وفيه أيضًا: أن الإنسان لا حرج عليه أن يبصق أمام الناس، ولا سيما إذا كان للتعليم.

 

وفيه أن من المروءة إلاَّ يرى في ثوبك شيء يستقذره الناس -لأنه حكَّ بعضها ببعض- لئلا تبقى صورتها في ثوبك فإذا رآها الناس تأذوا منه وكرهوه. فالإنسان ينبغي أن يكون نظيفًا في مظهره وفي ثيابه وفي غير ثيابه، حتى لا يتقزر الناس مما يشاهدونه منه.

 

والشاهد من هذا أن الرسول تأثر وعُرف في وجهه الكراهية لما رأى النخامة في قبلة المسجد، والله الموفق.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

شرح حديث (إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه) – فذكر Reviewed by احمد خليل on 10:17:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.