شرح حديث (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فذكر
باب أمر وُلاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم
والشفقة عليهم والنهي عن غشهم والتشديد عليهم وإهمال مصالحهم والغفلة عنهم وعن
حوائجهم
شرح
حديث (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
أحاديث
رياض الصالحين: باب أمر وُلاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم
قال
الله تعالى: {وَأخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: ٢١٥].
وقال
تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: ٩٠].
٦٥٨ - وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يقول: «كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ، الإمامُ
رَاعٍ، ومسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أَهْلِهِ ومسئولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ، والمرْأَةُ راعِيةٌ في بيْتِ زَوْجِهَا ومسئولة عنْ رعِيَّتِهَا،
والخَادِمُ رَاعٍ في مالِ سيِّدِهِ ومسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وكُلُّكُمْ راعٍ
ومسئولٌ عنْ رعِيتِهِ» متفقٌ عَلَيهِ.
٦٥٩ - وعن أَبي
يَعْلى مَعْقِل بن يَسَارٍ -رضي الله عنه- قَالَ:
سمعتُ رسول اللَّه ﷺ
يقولُ: «مَا مِن عبدٍ يسترعِيهِ اللَّه رعيَّةً،
يَمُوتُ يومَ يَموتُ وهُوَ غَاشٌ لِرَعِيَّتِهِ، إلاَّ حَرَّمَ اللَّه علَيهِ
الجَنَّةَ» متفقٌ عليه.
وفي
روايةٍ: «فَلَم يَحُطهَا بِنُصْحهِ لَمْ يجِد
رَائحَةَ الجَنَّة».
وفي
روايةٍ لمسلم: «مَا مِن أَمِيرٍ يَلِي أُمورَ
المُسلِمينَ، ثُمَّ لا يَجهَدُ لَهُم، ويَنْصحُ لهُم، إلاَّ لَم يَدخُل مَعَهُمُ
الجَنَّةَ».
الشرح:
الحمد
لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا
باب "أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم، ونصيحتهم، والشفقة عليهم، والنهي عن
غشهم، والتشديد عليهم، وإهمال مصالحهم، والغفلة عنهم وعن حوائجهم"، صدّر
المصنف -رحمه الله- هذا الباب كعادته بآيات من كتاب الله -تبارك وتعالى.
قوله:
باب "أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم" ولاة الأمور هنا يشمل أصحاب
الولايات العامة كالخليفة، والملك، والأمير، وكل من له سلطة، حتى المدير في
المؤسسة، المدير في الشركة، في المدرسة، بل المعلم مع طلابه وتلامذته، فهؤلاء
داخلون فيه.
"بالرفق
برعاياهم"، قيل لهم: رعايا؛ لأنه يجب مراعاتهم، والقيام على شئونهم والتفقد
لأحوالهم.
قوله
تعالى: {وَأخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ} هذا أمر لرسول الله ﷺ، وقد جبله الله -تبارك
وتعالى- على الرحمة، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ
لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران: ١٥٩]، {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}
[التوبة: ١٢٨]،
وكان ﷺ
يسليه ربه لشدة ما يجد بسبب كفر الكافرين وإعراض المعرضين، {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ
يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} [الكهف: ٦]، إلى غير ذلك من
الآيات التي تدل على عظم شفقته ورحمته، ومع ذلك فإن الله -تبارك وتعالى- يقول له: {وَأخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}،
فإذا كان هذا يوجه للنبي ﷺ
فهو متوجه إلى غيره من باب أولى، وذلك لا يختص به، فيقال لكل أحد من الناس ممن تحت
يده ولاية أو رعية، كالأب في بيته ونحو ذلك: وَأخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ
اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، كما يقال للداعية والمعلم والعالم وغير ذلك.
وَأخْفِضْ
جَنَاحَكَ، خفض الجناح بمعنى اللين، إلانة الجانب والتواضع، والله -تبارك وتعالى-
وصف أو ذكر أوصاف من يحب قال: {فَسَوْفَ يَأْتِي
اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}
[المائدة: ٥٤]
وذكر هذه الصفة في أول صفاتهم أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، ووصف أصحاب محمد ﷺ بأنهم رحماء بينهم.
قوله
تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}
وقال
تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: ٩٠]، هذه الآية من
الآيات الجامعة في التعامل والأخلاق.
إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ، العدل: أن يعطي كل ذي حق حقه، وأن ينصف من نفسه،
وأن يضع الأمور في مواضعها.
والإحسان:
هو قدر زائد على العدل، بمعنى أنه يتفضل. وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وهم قرابة
النبي ﷺ
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ، الفحشاء: هي الذنوب
العظام، كل ذنب عظم فهو فاحش وفاحشة، فأصل هذه المادة -الفاحش- تقال للشيء الكثير،
يقال: مال فاحش، وهذا كلام فاحش، أي: كلام شنيع، قد عظمت شناعته وقبحه، وكذلك
أيضًا يقال للذنب العظيم: فاحشة، وتطلق في عرف الاستعمال غالبًا الفاحشة على الزنى
وما في معناه، يقال: الفاحشة، {وَلَا تَقْرَبُوا
الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً} [الإسراء: ٣٢].
قال:
{وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}،
والفحشاء داخلة في المنكر فهي منكر، ولكن هذا من قبيل عطف العام على الخاص، وذكر
الفحشاء لشدة شناعتها ثم ذكر المنكر بعد ذلك وهو أعم، فيدخل فيه كل منكر من الذنوب
الصغار والكبار.
وَالْبَغْيِ،
والبغي أخص من المنكر، البغي منكر ولكنه نوع خاص منه، وهو ما يحصل به التعدي على
الآخرين باللسان أو بأخذ أموالهم، أو بأذيتهم بأي نوع من الأذى، كل ذلك من البغي،
الاستطالة على الناس والعدوان عليهم هذا من البغي، فهو نوع من المنكر.
قال:
{يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} أي: أن
الله -تبارك وتعالى- يُذّكر أهل الإيمان ويأمرهم وينهاهم ويقرن ذلك بالترغيب تارة
وبالترهيب تارة من أجل أن يحصل لهم التذكر، فإذا حصل التذكر حصلت اليقظة في القلب،
وانقشعت سحب الغفلة، ثم بعد ذلك حصل الامتثال.
ثم
ذكر حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال النبي ﷺ: «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته،
والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن
رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته».
قال:
الإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، والإمام هو السلطان الأعظم، الخليفة، ويلحق بذلك من
له ولاية من إمارة، ونحو ذلك.
مسئول
عن رعيته والمسئولية تقتضي المؤاخذة، أي: أنه سيحاسب، عندما تقول لإنسان: أنت
مسئول عن عملك هذا، أنت مسئول عن كلامك هذا، معنى ذلك أنك ستؤاخذ على هذا الكلام،
وهذا الفعل، وستحاسب عليه، ومن ثمّ يحتاج الإنسان إلى أن يعد للسؤال جوابًا، وأن
يحاسب نفسه قبل أن يحاسَب، وكل من له ولاية فإنه سيقف بين يدي الله تعالى، ويسأله عما
استرعاه، وجاء في الحديث الآخر: «ما من أميرِ عشرةٍ
إلا جيء به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتى يطلقه الحق أو يوبقه».
قال:
والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته؛ لأنه هو القيم على امرأته، وهو الولي
والمسئول عن هؤلاء الأولاد، فيجب أن يقوم عليهم بما يجب، وبما ينبغي من تهذيب
أخلاقهم وتربيتهم وتعليمهم مع النفقة عليهم وكفهم عما لا يليق، فإذا كان الأب قد
سرحهم وتركهم وضيعهم، ولو كان ينفق عليهم، لكنه لم يتعاهد هؤلاء الأولاد بالتربية،
تركهم لقرناء السوء، أو لقنوات السوء، أو لمواقع السوء في الإنترنت أو نحو ذلك
فإنه يكون مضيعًا لهؤلاء الرعية، والله تعالى، سيحاسبه عنهم.
يقول:
والرجل راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته، لا يترك امرأته تخرج متبرجة، لا يتركها تخرج
بأي صفة شاءت في الزواج والمناسبات، لا تخرج متعطرة، لا تخرج بعباءة غير لائقة.
والمرأة
راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها هي مسئولة عن الأولاد، وفيما يعهد إليها من
شئونهم، ومسئولة عن مال الزوج، ومسئولة عن بيته فلا يدخل فيه من لا يحب.
والخادم
راعٍ في مال سيده ومسئول عن رعيته، وهذا المال يدخل فيه -إن كان سائقًا- السيارة
التي تحت يده، هو مسئول عنها فيرفق، ويتصرف بها أعظم مما يتصرف بماله الخاص، وإذا
عُهد إليه شيء من المال ليتصرف فيه ليشتري أو نحو ذلك فإنه مسئول عن هذا، وسيحاسبه
الله تعالى
عليه، فإذا اختلس شيئا منه أو ضيعه فإن الله -تبارك وتعالى- مطلع على ذلك.
قال:
وكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، يعني ما ذكره هو أمثلة، وإلا كلكم راعٍ وكلكم
مسئول عن رعيته، فالحارس راعٍ عما تحت يده مما اؤتمن عليه، وكذلك أيضًا المعلم
راعٍ، والمدير راعٍ، إلى غير ذلك، وكل هؤلاء سيحاسبون عما استرعاهم الله -تبارك
وتعالى.
فهذا
-أعني الاسترعاء- وما يحصل للإنسان من نوع ولاية كبيرة أو صغيرة لا تكون تشريفًا
له، وإنما هي مسئولية وواجب وتبعة وعبء عليه أن يقوم بها على الوجه الصحيح، والله
سيحاسبه عليها.
فهذه
ليست مكاسب شخصية يترفع بها الإنسان، وإذا حصّلها ضيع كثيرًا من أمر الله -تبارك
وتعالى- في سبيل أن يبقى على هذه الولاية، أو الرتبة، أو المكاسب والوظائف التي
حصلت له، فإنه يجب أن يقوم عليها بما يحصل به النفع وقيام المطلوب والمقصود، لا
سّيما أهل العلم.
ثم
ذكر حديث أبي يعلى معقل بن يسار -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته
إلا حرم الله عليه الجنة» متفق عليه.
أبو
يعلى معقل بن يسار المزني البصري -رضي الله عنه- روى عن النبي ﷺ أربعة وثلاثين حديثًا،
اتفق الشيخان على واحد، وانفرد البخاري بواحد، وأخرج مسلم اثنين منها.
وسكن
البصرة، ومات بها في آخر خلافة معاوية -رضي الله عنه- وإليه ينسب نهر معقل، وفيه
المثل المعروف "إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل"، وإليه ينسب أيضًا التمر
المعقلي في البصرة.
يقول:
سمعت رسول الله ﷺ
يقول: ما من عبد يسترعيه الله رعية، هذه الصيغة تدل على العموم؛ لأن
"عبد" نكرة في سياق الشرط، وهذا يشمل كل عبد صار له هذا الوصف، يعني:
استرعاه الله رعية سواء كان ذلك بإمامة عظمى، أو فيما دون ذلك، كل من استرعاه الله
رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لهم، بمعنى أنه لم ينصح لهم، بمعنى أنه أهمل وقصّر،
بمعنى أنه كتم عنهم أمورًا يحصل بها الضرر، ولم يحطهم بنصحه ورعايته، ولم يقم
عليهم بما يجب، يموت وهو غاش لهم، إلا حرم الله عليه الجنة، متفق عليه.
حرم
الله عليه الجنة هذا من نصوص الوعيد، ومن أهل العلم من يرى الا يُتعرض لمثل ذلك؛
لئلا تذهب الهيبة، ومعلوم أن ما دون الشرك تحت مشيئة الله تعالى، فإن عذَّب
صاحبَه دخل الجنة بعد حين، ولكنه لا يخلد في النار إلا من كان مشركًا؛ ولهذا من
أهل العلم من يقول: إن ذلك في المستحل، وهذا غير صحيح، ومنهم من يقول: حرم الله
عليه الجنة حتى ينال عقابه وعذابه، ويأخذ جزاءه ويطهَّر بكير النار.
يقول:
وفي رواية: فلم يَحُطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة، لم يحطها يعني: لم ينصح لها،
ولم يولها عنايته، ولم يقم عليها بما ينبغي، لم يحطها بنصحه ما قام عليهم بما يجب،
قال: لم يجد رائحة الجنة، وقد جاءت الأحاديث في أن رائحة الجنة توجد من مسيرة كذا
وكذا، يعني: أنه أبعد ما يكون عن الجنة.
وفي
رواية لمسلم: ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يَجهد لهم، لا يَجهد يعني: لا
يجتهد ويسعى طاقته في تحقيق ما ينفعهم ويصلحهم ودفع ما يضرهم ويلحقهم العنت
والفساد بسببه، قال: ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة، هناك حرم
الله عليه الجنة، وهنا لم يدخل معهم الجنة، وفي الرواية الأخرى: لم يرح رائحة
الجنة، وهذا كله يؤكد معنًى كبيرًا وهو أن الولايات وإن صغرت فهي ليست بتشريف قط،
وإنما هي مسئولية، سيحاسب الإنسان عليها، فيجب أن يجد ويجتهد للقيام بما يستطيع من
تحقيق النفع العام، وما يحصل به الصلاح العام، ودفع الفساد بكل صوره وأشكاله، والا
يوظف جهده وطاقته وفكره وما إلى ذلك في أمور يحصل بها فساد أو ضرر، أو أن يرى أن
ذلك من المكاسب الشخصية، والمآثر التي يحصلها بجهده وطاقته، فيحرص على المحافظة
عليها بأي طريق كان، فهذا كله خلاف النصيحة، وهو داخل في هذا الوعيد.
وإذا
استشعر المؤمن مثل هذا فإنه يخاف ويحسب حسابًا، وينظر في طاقته وقدراته وإمكاناته،
فإن كان يجد في نفسه ضعفًا وعجزًا فإنه لا يتولى شيئا من أمور المسلمين، ولهذا قال
النبي ﷺ
لأبي ذر: إنك ضعيف، ثم نهاه أن يتولى على مال يتيم، وأن يتأمر على رجلين، رجل
ضعيف، نصح له، وأخبره عن ضعفه.
فالإنسان
قد لا يعرف ضعفه، ومن الناس من يُبصَّر بضعفه ويُخبر عن ذلك ويبيّن له ثم يكابر
ويأنف، بل ربما يعادي من نصحه، ثم إن الكثيرين لربما لو قيل لهم مثل هذا، لو جاء
أحد وعرضت عليه ولاية ثم ذكر هذا الحديث، أو كانت له ولاية فعرضها على غيره بناءً
على هذا الحديث، وذكره له لربما استُغفل أو اتهم بضعف العقل، كيف يضيع هذه
الرئاسة، وهذه الولاية، وهذا المنصب خوفًا من هذا الحديث؟ فهذا عند الكثيرين من
ضعف رأيه وعقله، وعدم حسن نظره في الأمور.
هذا،
وأسأل الله تعالى،
أن يصلح أحوالنا، وأحوال المسلمين، وأن يقينا شر أنفسنا، وأن يعيننا وإياكم على
ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصل
الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.
ليست هناك تعليقات: