شرح حديث/ إني قد أرضعت عقبة
باب
الورع وترْك الشُّبهات
شرح
العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
شرح حديث/ إني قد أرضعت عقبة
أحاديث رياض الصالحين: باب الورع وترك
الشبهات.
٥٩٧- وعن أَبي سِرْوَعَةَ -بكسر السين
المهملة وفتحها- عُقْبَةَ بنِ الحارِثِ رضيَ اللَّهُ عنه، أَنَّهُ
تَزَوَّجَ ابْنَةً لأبي إِهاب بنِ عَزِيزٍ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ:
إِنِّي قَد أَرْضَعْتُ عُقْبَةَ وَالتي قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا، فَقَالَ لَها
عُقْبَةُ: مَا أَعْلَمُ أَنَّكِ أَرضَعْتِني وَلا أَخْبَرتنِي، فَرَكِبَ إِلى
رسُولِ اللَّهِ ﷺ بالمَدِينَةِ، فَسَأَلَهُ،
فَقَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كَيْفَ، وَقَدْ قِيلَ؟!» ففَارقَهَا عُقْبَةُ، ونكَحَتْ زَوْجًا
غيرَهُ. رواهُ البخاري.
(إهاب) بكسر الـهمزة، و (عزيز) بفتح
العين وبزاي مكررة.
٥٩٨- وعن الحَسَنِ بن عَليٍّ رضيَ
اللَّهُ عنهما، قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُول اللَّهِ ﷺ:
«دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلى مَا لا يرِيبُك» رواهُ
الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
ومعناه: اترك ما تشك فيه، وخذ ما لا تشك
فيه.
الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى
الله وسلم على رسول الله، وعلى آله ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فَهذِه الأحاديث كَالتِي قبْلهَا فِي
اَلحَث على الورع والْبعْد عن الشُّبهات، وَكذَا حديث عَقبَة بْن الحارث أَنَّه
تَزوَّج بِنْتَ أَبِي إِهَاب، فجاءتْ اِمرأَة وقالتْ: لَقد أرْضعتْهمَا، فَركِب
إِلى اَلنبِي ﷺ وسأله، فَقَال لَه: «كَيْف وقد قِيل؟!»، وَفِي اللَّفْظ الآخر قال: «دَعهَا عَنْك»، فَتَركهَا عَقبَة وَتَزوَّج غيْرهَا.
وهكذَا حديث الحسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي
طَالِب رَضِي اَللَّه عَنهُما -سِبْط اَلنبِي ﷺ،
وَأُمه فَاطِمة الزَّهْراء رَضِي اَللَّه عن اَلجمِيع- يَقُول: حَفظَت مِن اَلنبِي
ﷺ: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلى مَا لا يرِيبُك» يُقال:
رابه يَريبه، وأرابه يُريبه، من الرباعي والثلاثي، يعني: دع مَا تَشُك فِيه إِلى
الشَّيْء اَلذِي لَا تَشُك فِيه، هذَا هُو طريق الاسْتبْراء لِلدِّين والْعَرْض،
والْأَمْن مِن اَلوُقوع فِي الشُّبهات.
رزق الله الجميع التوفيق والهداية.
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا
ومنْكم صَالِح الأعْمال
ليست هناك تعليقات: