Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث / من الكبائر شتم الرجل والديه

باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح - حديث -  من - الكبائر - شتم - الرجل - والديه
شرح حديث / من الكبائر شتم الرجل والديه
شرح حديث / الكبائر الإشراك بالله
شرح حديث / لا يدخل الجنة قاطع
شرح حديث / إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات

أحاديث رياض الصالحين

باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم الحديث رقم 342 -343 -344 -345


342 -عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي قال: (الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس) رواه البخاري. (1)
(واليمين الغموس) التي يحلفها كاذبًا عامدًا، سميت غموسًا؛ لأنها تغمس الحالف في الإثم.

343 -عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله قال: (من الكبائر شتم الرجل والديه!)  قالوا: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟! قال: (نعم؛ يسب أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه، فيسب أمه) متفق عليه. (2).
وفي رواية: (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه) قيل: يا رسول الله، كيف يلعن الرجل والديه؟! قال: (يسب أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه، فيسب أمه).

344 -وعن أبي محمد جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله قال: (لا يدخل الجنة قاطع) قال سفيان في روايته: يعنى قاطع رحم. متفق عليه. (3).

345 -وعن أبي عيسى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي قال: (إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعًا وهات، ووأد البنات، وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال، وإضاعة المال) متفق عليه. (4).
قوله: (منعًا) معناه: منع ما وجب عليه. و(هات) طلب ما ليس له. و(وأد البنات) معناه: دفنهن في الحياة. و(قيل وقال) معناه: الحديث بكل ما يسمعه، فيقول: قيل كذا، وقال فلان كذا مما لا يعلم صحته، ولا يظنها، وكفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع.
و (إضاعة المال): تبذيره وصرفه في غير الوجوه المأذون فيها من مقاصد الآخرة والدنيا، وترك حفظه مع إمكان الحفظ. و(كثرة السؤال): الإلحاح فيما لا حاجة إليه.
وفي الباب أحاديث سبقت في الباب قبله كحديث (وأقطع من قطعك)، وحديث: (من قطعني قطعه الله).

الـشـرح
هذه الأحاديث كلها تدل على تحريم قطيعة الرحم، وعقوق الوالدين، وقد سبق لها نظائر، ومما فيه زيادة عما سبق حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي قال: (من الكبائر شتم الرجل والديه).
يعني سبهما ولعنهما كما جاء ذلك في رواية أخرى: (لعن الله من لعن والديه) قالوا: يا رسول الله، كيف يشتم الرجل والديه؟ لأن هذا أمر مستغرب، وأمر بعيد.
قال: (نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه).
وذلك تحذير من أن يكون الإنسان سببًا في شتم والديه بأن يأتي إلى شخص فيشتم والدي الشخص، فيقابله الشخص الآخر بالمثل ويشتم والديه، ولا يعني ذلك أنه يجوز للثاني أن يشتم والدي الرجل؛ لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى، ولكنه في العادة والطبيعة أن الإنسان يجازي غيره بمثل ما فعل به، فإذا سبه. سبه.
وذلك كما قال تعالى:﴿ وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ] الأنعام: 108[، لذلك لما كان سببًا في سب والديه؛ كان عليه إثم ذلك.
ثم ذكر المؤلف حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي قال: (إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعًا وهات، ووأد البنات).
الشاهد من هذا الحديث قوله: (عقوق الأمهات) وهو قطع ما يجب لهن من البر، أما وأد البنات فهو دفنهن أحياء، وذلك لأنهم في الجاهلية كانوا يكرهون البنات، ويقولون: إن إبقاء البنت عند الرجل مسبة له.
فكانوا والعياذ بالله يأتون بالبنت فيحفرون لها حفرة ويدفنونها وهي حية. قال الله تعالى:﴿ وَإذَا المَوْءُودَةُ سألَتْ ] التكوير: 8-9[، فحرم الله ذلك، وهو لا شك من أكبر الكبائر، وإذا كان قتل الأجنبي المؤمن سببًا للخلود في النار كما قال تعالى:﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ] النساء: 93[، فالقرابة أشد وأشد. (ومنعًا وهات) يعني أن يكون الإنسان جموعًا منوعًا؛ يمنع ما يجب عليه بذله من المال، ويطلب ما ليس له، فهات: يعني أعطوني المال، ومنعًا: أي يمنع ما يجب عليه، فإن هذا أيضًا مما حرمه الله عز وجل؛ لأنه لا يجوز للإنسان أن يمنع ما يجب عليه بذله من الله، ولا يجوز أن يسأل ما لا يستحق، فكلاهما حرام، لهذا قال: (إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعًا وهات). (وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)، كره وحرم ليس بينهما فرق؛ لأن الكراهة في لسان الشارع معناها التحريم، ولكن هذا والله أعلم من باب اختلاف التعبير فقط.
(كره لكم قيل وقال) يعني نقل الكلام، وكثرة ما يتكلم الإنسان ويثرثر به، وأن يكون ليس له هم إلا الكلام في الناس، قالوا كذا وقيل كذا، ولا سيما إذا كان هذا في أعراض أهل العلم وأعراض ولاة الأمور، فإنه يكون أشد وأشد كراهة عند الله عز وجل.
والإنسان المؤمن هو الذي لا يقول إلا خيرًا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليقل خيرًا أو ليصمت) (5).
وكثرة السؤال يحتمل أن يكون المراد السؤال عن العلم، ويحتمل أن يكون المراد السؤال عن المال.
أما الأول: وهو كثرة السؤال عن العلم فهذا إنما يكره إذا كان الإنسان لا يريد إلا إعنات المسؤول، والإشقاق عليه، وإدخال السآمة والملل عليه، أما إذا كان يريد العلم فإنه لا ينهى عن ذلك، ولا يكره ذلك، وقد كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كثير السؤال، فقد قيل له: بم أدركت العلم؟ قال: أدركت العلم بلسان سؤول، وقلب عقول، وبدن غير ملول.
لكن إذا كان قصد السائل الإشقاق على المسؤول والإعنات عليه، وإلحاق السآمة به، أو تلقط زلاته لعله يزل فيكون في ذلك قدح فيه، فإن هذا المكروه.
وأما الثاني: وهو سؤال المال فإن كثرة السؤال قد تلحق الإنسان بأصحاب الشح والطمع، ولهذا لا يجوز للإنسان سؤال المال إلا عند الحاجة، أو إذا كان يرى أن المسؤول يمن عليه أن يسأله، كما لو كان صديقًا لك قوي الصداقة، قريبًا جدًا، فسألته حاجة وأنت تعرف أنه يكون بذلك ممنونًا، فهذا لا بأس به، أما إذا كان الأمر على خلاف ذلك: فلا يجوز أن تسأل إلا عند الضرورة.
وأما إضاعة المال فهو بذله في غير فائدة لا دينية ولا دنيوية؛ لأن هذا أيضًا إضاعة له لأن الله تعالى قال:﴿ وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا] النساء: 5[، فالمال قيام للناس؛ تقوم به مصالح دينهم ودنياهم، فإذا بذله الإنسان في غير ذلك فهذا إضاعة له، وأقبح من ذلك أن يبذله في محرم، فيرتكب في هذا محظورين:
المحظور الأول: إضاعة المال.
والمحظور الثاني: ارتكاب المحرم.
فالأموال يجب أن يحافظ عليها الإنسان، وألا يضعها وألا يبذلها إلا فيما فيه مصلحة له دينية أو دنيوية.

الحمد لله رب العالمين
(1) رواه البخاري، كتاب الإيمان والنذور، باب اليمين الغموس، رقم (6675).
(2) رواه البخاري، كتاب الأدب، باب لا يسب الرجل والديه، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها، رقم(90).
(3) رواه البخاري، كتاب الأدب، باب إثم القاطع، رقم (5984)، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، رقم (2556).
(4) رواه البخاري، كتاب الأدب، باب عقوق الوالدين من الكبائر، رقم (5975)، ومسلم، كتاب الأقضية، باب عن كثرة المسائل من غير حاجة، رقم (1715)) 12).
(5) رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان. رقم (6475)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الحث على إكرام الجار. رقم (47)
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / من الكبائر شتم الرجل والديه Reviewed by احمد خليل on 11:43:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.