شرح حديث / المرء مع من أحب
باب
زيارة أهل الخير ومجالستهم
شرح
العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح حديث / المرء
مع من أحب
أحاديث رياض الصالحين
باب زيارة أهل الخير
ومجالستهم الحديث رقم 368 -369-370-371- 372
368 -عن أبي هريرة- رضي الله عنه -عن النبي ﷺ قال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها،
فاظفر بذات الدين تربت يداك) متفق عليه (١).
ومعناه: أن الناس يقصدون في
العادة من المرأة هذه الخصال الأربع، فاحرص أنت على ذات الدين. واظفر بها، واحرص
على صحبتها.
369 -عن ابن عباس- رضي الله
عنهما -قال: قال النبي ﷺ
لجبريل: (ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟)
فنزلت {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ
لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} رواه
البخاري (2).
370 -عن أبي سعيد الخدري- رضي
الله عنه -عن النبي ﷺ
قال: (لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي).
رواه أبو داود، والترمذي بإسناد لا بأس به (٣).
371 -عن أبي هريرة- رضي الله
عنه -أن النبي ﷺ
قال: (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل).
رواه أبو داود. والترمذي بإسناد صحيح، وقال الترمذي: حديث حسن (٤).
372 -عن أبي موسى الأشعري-
رضى الله عنه -أن النبي ﷺ
قال: (المرء مع من أحب) متفق عليه (٥).
وفي رواية قال: قيل للنبي ﷺ: الرجل يحب القوم ولما يلحق
بهم؟ قال: (المرء مع من أحب).
الـشـرح
ذكر المؤلف- رحمه الله -فيما نقله عن أبي هريرة- رضي الله
عنه -عن النبي ﷺ
أنه قال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، وحسبها،
وجمالها، ودينها. فاظفر بذات الدين).
يعني لأن الأغراض التي تنكح من أجلها المرأة في الغالب
تنحصر في هذه الأربع: -
المال: من أجل أن ينتفع به الزوج.
والحسب: يعني أن تكون من قبيلة شريفة، من أجل أن يرتفع بها
الزوج.
والجمال: من أجل أن يتمتع بها الزوج.
والدين: من أجل أن تعينه على دينه، وتحفظ أمانته وترعى
أولاده.
قال النبي ﷺ: (فاظفر
بذات الدين تربت يداك) يعني تمسك بها واحرص عليها، وحث على ذلك بقوله: (تربت يداك) وهذه الكلمة تقال عند العرب للحث على
الشيء.
ثم ذكر المؤلف أيضًا حديث جبريل أن النبي ﷺ قال: (ألا تزورنا أكثر مما تزورنا) فنزلت {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ
أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}
[مريم: 64] ففي هذا الحديث طلب زيارة أهل الخير إلى بيتك. فتطلب منهم أن يزوروك من
أجل تنتفع بصحبتهم.
وكذلك في حديث أبي هريرة صحبة المرأة الدينة تعينك على دين
الله.
وقد سبق أيضًا أن مثل الجليس الصالح كحامل المسك، إما أن
يحذيك يعني يعطيك منه، أو يبيعك، أو تجد منه رائحة طيبة.
ثم ذكر المؤلف أحاديث بهذا المعنى، مثل ما يروى عن النبي ﷺ أنه قال: (المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل) يعني
أن الإنسان يكون في الدين، وكذلك في الخلق على حسب من يصاحبه، فلينظر أحدكم من
يصاحب، فإن صاحب أهل الخير؛ صار منهم، وإن صاحب سواهم؛ صار مثلهم.
فالحاصل أن هذه الأحاديث وأمثالها كلها تدل على أنه ينبغي
للإنسان أن يصطحب الأخيار، وأن يزورهم ويزوروه لما في ذلك من الخير، والله الموفق.
371
- (حسن لغيره)
عن
أبي هريرة- رضي الله عنه -أن النبي ﷺ قال: (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه
أبو داود والترمذي بإسناد صحيح وقال الترمذي: حديث حسن.
الخليل:
الصديق. والحديث حسن لغيره انظر (الصحيحة) رقم (927) [188].
الحمد لله رب العالمين
(1)
رواه البخاري، كتاب النكاح، باب الأكفاء في الدين، رقم (5090)، ومسلم، كتاب
الرضاع، باب استحباب نكاح ذات الدين، رقم (1466).
(2)
رواه البخاري، كتاب التفسير، باب وما نتنزل إلا بأمر ربك. رقم (4731).
(3)
رواه أبو داود، كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، رقم (4832)، والترمذي، كتاب
الزهد، بابل ما جاء في صحبة المؤمن، رقم (2395).
(4)
رواه أبو داود، كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، رقم (4833)، والترمذي، كتاب
الزهد، باب ما جاء في أخذ المال بحقه، رقم (2378).
(5)
رواه البخاري، كتاب الأدب، رقم (6170)، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب المرء مع من
أحب، رقم (2641).
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات
النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / المرء مع من أحب
Reviewed by احمد خليل
on
1:13:00 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: