أحاديث رياض الصالحين: "باب زيارة
أهل الخير ومُجالستهم وصُحبتهم ومحبّتهم وطلب زيارتهم والدّعاء منهم وزيارة
المواضع الفاضلة".
قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ
مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} إلى قوله تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ
مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: ٦٠-٦٦].
وقال تعالى: {وَاصْبِرْ
نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
وَجْهَهُ} [الكهف: ٢٨].
الـشـرح:
ذكر المؤلف رحمه الله تعالى، "باب زيارة أهل الخير ومحبتهم وصحبتهم وطلب الزيارة منهم".
أهل الخير أهل العلم والإيمان والصلاح،
ومحبتهم واجبة؛ لأن أوثق عرى الإيمان: الحب في الله عزَّ وجلَّ، والبغض في الله عزَّ
وجلَّ، فإذا كان الإنسان محبته تابعة لمحبة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وبغضه
تابعًا لبغض الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ فهذا هو الذي ينال ولاية الله عزَّ وجلَّ.
وأهل الخير إذا جالستهم فأنت على خير؛
لأن النبي ﷺ قال: «مثل الجليس
الصالح بحامل المسك؛ إما أن يحذيك» يعني: يعطيك، «وإما أن يبيعك»، يعني يبيع عليك،
وإما أن تجد منه رائحة طيبة» [١].
وكذلك ينبغي أن تطلب منهم أن يزوروك
ويأتوا إليك لما في مجيئهم إليك من الخير.
ثم ذكر المؤلف قصة موسى عليه السلام، مع
الخضر فإن موسى قال لفتاه: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى
لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا}
[الكهف: ٦٠]؛ لأن الله تَبارَك وتعالى، أخبره بأن له عبدًا من عباده آتاه رحمة منه
وعلمه من لدنه علمًا، فذهب موسى يطلب هذا الرجل حتى لقيه، وذكر الله تعالى قصتهما
مبسوطة في سورة الكهف، وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله، والله أعلم.
[١] أخرجه البخاري: (٢١٠١)، ومسلم: (٢٦٢٨)
باختلاف يسير.
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال