شرح الحديث النبوى الشريف ( يا رسول الله أني أعتقت وليدتي ) من رياض الصالحين
فتح الباري أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
شرح أحاديث رياض الصالحين باب بر الوالدين وصلة الأرحام
شرح الحديث النبوى الشريف ( يا رسول الله أني أعتقت وليدتي ) من رياض الصالحين
جميع احاديث
رياض الصالحين
موجودة هنا
وكلها فى
الصحيحين مع
الشرح لها
على مدونة
فذكر
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،
وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد
الحديث رقم 329 باب بر الوالدين
وصلة الأرحام
عن أُمِّ
المُؤْمِنِينَ ميمُونَةَ بنْتِ الحارِثِ رضي اللَّه عنها أَنَّهَا أَعتَقَتْ
وليدةً وَلَم تَستَأْذِنِ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، فلَمَّا كانَ
يومَها الَّذي يدورُ عَلَيْهَا فِيه ، قالت: يا رسول اللَّه إِنِّي أَعْتَقْتُ
ولِيدتي ؟ قال : « أَوَ فَعلْتِ ؟ » قالت : نَعمْ قال : « أَما إِنَّكِ لو
أَعْطَيتِهَا أَخوالَكِ كان أَعظَمَ لأجرِكِ » متفقٌ عليه .
لحاشية
رقم: 1
الثاني
حديث ميمونة عن يزيد هو ابن أبي حبيب ، وبكير هو ابن عبد الله بن الأشج ، وهذا الإسناد نصفه الأول مصريون ونصفه الآخر
مدنيون ، وفيه ثلاثة من التابعين في نسق يزيد وبكير وكريب .
قوله : ( أنها أعتقت وليدة ) أي جارية ، في رواية النسائي من طريق عطاء بن يسار عن ميمونة " أنها كانت لها جارية سوداء " ولم أقف على اسم هذه الجارية ، وبين النسائي من طريق أخرى عن الهلالية ص:{ 259 ] زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي ميمونة في أصل هذه الحادثة أنها كانت سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - خادما فأعطاها خادما فأعتقتها . قوله : ( أما ) بتخفيف الميم ( إنك ) بفتح الهمزة ( لو أعطيتها أخوالك ) أخوالها كانوا من بني هلال أيضا ، واسم أمها هـند بنت عوف بن زهير بن الحارث ، ذكرها ابن سعد . قوله : ( لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك ) قال ابن بطال : فيه أن هبة ذي الرحم أفضل من العتق ، ويؤيده ما رواه الترمذي والنسائي وأحمدوصححه ابن خزيمة وابن حبان من حديث سلمان بن عامر الضبي مرفوعا الصدقة على المسكين صدقة ، وعلى ذي الرحم صدقة وصلة لكن لا يلزم من ذلك أن تكون هبة ذي الرحم أفضل مطلقا لاحتمال أن يكون المسكين محتاجا ونفعه بذلك متعديا والآخر بالعكس ، وقد وقع في رواية النسائي المذكورة فقال أفلا فديت بها بنت أخيك من رعاية الغنم فبين الوجه في الأولوية المذكورة وهو احتياج قرابتها إلى من يخدمها ، وليس في الحديث أيضا حجة على أن صلة الرحم أفضل من العتق لأنها واقعة عين ، والحق أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال كما قررته ، ووجه دخول حديث ميمونة في الترجمة أنها كانت رشيدة وأنها أعتقت قبل أن تستأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يستدرك ذلك عليها بل أرشدها إلى ما هـو الأولى ، فلو كان لا ينفذ لها تصرف في مالها لأبطله ، والله أعلم .
والشرح من المكتبة الشاملة
يعني أن
هبة المرأة لغير زوجها بدون إذنه صحيحة نافذة، وكذلك عتقها جاريتها إذا كانت
رشيدة، أما إذا كانت سفيهة فلا يصح ذلك منها.
-814 قولها رضي الله عنها: " أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - ". معنى الحديث: أن أم المؤمنين ميمونة أعتقت جارية لها دون أن تخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أو تستأذنه في عتقها، فلما كان يوم نوبتها " قالت: أشعرت أني أعتقت وليدتي قال: أوفعلت؟ " أي قالت له: أعلمت أني أعتقت جاريتي، فقال لها: هل أعتقتيها؟ ولم ينكر عليها أنها أعتقت بدون إذنه إلّا أنه " قال: أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك " ومعناه: حسناً ما فعلت، إلاّ أنك لو وهبتها لأخوالك من بني هلال لكان ذلك أفضل وأكثر ثواباً لما فيه من صلة الرحم. وهذه الجملة الأخيرة هي موضع الترجمة. فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أنه يجوز للمرأة إذا كانت رشيدة أن تتصرف في مالها بالهبة لغير زوجها، وبالعتق ولو بدون إذنه، لأن ميمونة تصرفت في وليدتها - فأعتقتها بدون إذنه - صلى الله عليه وسلم -، ولأنه - صلى الله عليه وسلم - قال لها: " لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك "، فدل ذلك على أنّها لو وهبت جاريتها لغيره لكانت هبتها جائزة صحيحة، ولو بغير إذنه، وهو مذهب الجمهور، وقال مالك: لا يجوز لها أن تتصرف بدون إذنه إلاّ في ثلث مالها، كما أفاده العيني. أما هبة الرجل لزوجته أو الزوجة لزوجها فإنها صحيحة نافذة
الحمد لله رب العالمين
اللهُم إِرحَم
مَوتانا مِن
المُسلِمين وَإجمَعنا
بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
.
تقبل الله
منا ومنكم
صالح الأعمال
لاتحرمنا التعليق
|
شرح الحديث النبوى الشريف ( يا رسول الله أني أعتقت وليدتي ) من رياض الصالحين
Reviewed by احمد خليل
on
9:36:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: