شرح الحديث النبوى الشريف ( فهل لك من والديك أحد حي ) من رياض الصالحين
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين
رحمه الله
شرح أحاديث رياض الصالحين باب بر الوالدين وصلة الأرحام
شرح أحاديث رياض الصالحين باب بر الوالدين وصلة الأرحام
شرح الحديث النبوى الشريف ( فهل لك من والديك أحد حي ) من رياض الصالحين
شرح الحديث النبوى الشريف ( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ) من رياض الصالحين
شرح الحديث النبوى الشريف لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،
وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد
الحديث رقم 323 -324-325-326-327-328 باب بر الوالدين وصلة الأرحام
323 - عن ابى هريرة رضي
الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله ، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم
ويسيئون إلى ، وأحلم عنهم ويجهلون على فقال : ( لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما
دمت على ذلك ) رواه
مسلم (139) .
( وتسفهم ) بضم
التاء وكسر السين المهملة وتشديد الفاء ، ( والمل ) بفتح
الميم ، وتشديد اللام وهو الرماد الحار : أي كأنما تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه
لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الآلم ، ولا شيء على هذا المحسن
إليهم ، لكن ينالهم إثم عظيم بتقصيرهم في حقه ، وإدخالهم الأذى عليه والله أعلم .
324
ـ وعن أنس رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ؛ فليصل رحمه ) متفق عليه(140) .
ومعنى ) ينسأ له في
أثره
( أي يؤخر له في أجله وعمره .
325
ـ وعن أنس رضي الله
عنه قال : كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل ، وكان أحب أمواله
إليه بيرحاء ، وكانت مستقبلة المسجد ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ،
ويشرب من ماء فيها طيب ، فلما نزلت هذه الآية } لَنْ
تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ
شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) { آل عمران:92( ، قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال : يا رسول الله ، إن الله تبارك وتعالى يقول } لَنْ
تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ
شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ { وإن أحب
مالي إلي بيرحاء ، وإنها صدقة لله تعالى ، أرجو برها وذخرها عند الله تعالى ،
فضعها يا رسول الله ، حيث أراك الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) بخ ذلك مال
رابح ، ذلك مال رابح ! وقد سمعت ما
قلت ، وإني أرى أن تجعلها في الآقربين ( فقال أبو
طلحة : أفعل يا رسول الله ، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه . متفق عليه(141) .
وسبق بيان ألفاظه في
باب الإنفاق مما يحب .
326
ـ وعن عبد الله بن
عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ،
فقال : أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى . قال : ( فهل لك من
والديك أحد حي ؟ ) قال : نعم بل كلاهما قال : ( فتبتغي الأجر من الله
تعالى ؟ ) قال : نعم . قال : ( فارجع إلى
والديك ، فأحسن صحبتهما ) متفق
عليه (142) ، وهذا لفظ مسلم .
وفي رواية لهما : جاء
رجل فاستأذنه في الجهاد فقال ) أحي والداك
؟ قال : نعم قال،: ففيهما
جاهد (143)
327
ـ وعن عبد الله بن
عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس الواصل
بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمة وصلها ) رواه
البخاري (144) .
و ( قطعت ) بفتح
القاف والطاء . و ( رحمة ) مرفوع .
328
ـ وعن عائشة قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الرحم معلقة
بالعرش تقول من وصلني : وصله الله ، ومن قطعني ؛ قطعه الله ) متفق
عليه (145) .
الـشـرح
هذه الأحاديث في بيان
فضيلة صلة الرحم ، وأن الإنسان الواصل ليس المكافئ الذي إذا وصله أقاربه وصلهم ،
ولكن الواصل هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها ، فتكون صلته لله لا مكافأة لعباد الله ،
ولا من أجل أن ينال بذلك مدحاً عن الناس ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ) ليس الواصل
بالمكافئ ( يعني بالذي إذا وصله أقاربه وصلهم مكافأة لهم ، وإنما الواصل الذي إذا
قطعت رحمه وصلها .
وكذلك أيضاً في هذه
الأحاديث أن الرحم متعلقة بالعرش ، تقول : ( من وصلني ؛ وصله الله
ومن قطعني ؛ قطعه الله ) ، وهذا يحتمل أن يكون خبراً وأن يكون دعاءً ،
يعني يحتمل أن الرحم تخبر بهذا أو تدعو الله عز وجل به ، وعلى كل حال فهو دليل على
عظم شأن الرحم وصلتها ، وأنها تحت العرش تدعو بهذا الدعاء ، أو تخبر بهذا الخبر .
ثم ذكر المؤلف حديث
الرجل الذي كان يحسن إلى قرابته فيسيئون إليه ، ويصلهم فيقطعونه ، فقال النبي صلى
الله عليه وسلم : ( إن
كنت ) : يعني كما تقول ( فكأنما تسفهم الملَ ) ، والملّ: هو الرماد الحار ، وتسفهم : يعني
تجعله في أفواههم ، والمعنى : أنك كأنما ترغمهم بهذا الرماد الحار عقوبة لهم ، ولا
يزال لك من الله عليهم ظهير ، يعني عون عليهم مادمت على ذلك ، أي تصلهم وهم
يقطعونك
.
فكل هذه الأحاديث وما
شابهها تدل على أنه يجب على الإنسان أن يصل رحمه وأقاربه بقدر ما يستطيع ، وبقدر
ما جرى به العرف ، ويحذر من قطيعة الرحم .
الحمد لله رب العالمين
(139) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، رقم 0
2558 .
(140) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم ، رقم (5986 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، رقم ( 2557 ) .
(141) رواه البخاري ، كتاب الزكاة ، باب الزكاة على الأقارب ، رقم ( 1461 ) ، ومسلم ، كتاب الزكاة ، باب إثم مانع الزكاة ، رقم (988) .
(142) رواه البخاري ، كتاب الجهاد والسير ، باب الجهاد بإذن الأبوين ، رقم ( 3004 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب الوالدين . . . ، رقم ( 2549 ) [ 6 ] .
(143) رواه البخاري ، كتاب الجهاد والسير ، باب الجهاد بإذن الأبوين ، رقم ( 3004 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب بر الوالدين وأنهما أحق به ، رقم (2549) [5 ] .
(144) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب ليس الواصل بالمكافئ ، رقم ( 5991 ) .
(145) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب من وصل وصله الله ، رقم ( 5989 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، رقم ( 2555 ) .
(140) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم ، رقم (5986 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، رقم ( 2557 ) .
(141) رواه البخاري ، كتاب الزكاة ، باب الزكاة على الأقارب ، رقم ( 1461 ) ، ومسلم ، كتاب الزكاة ، باب إثم مانع الزكاة ، رقم (988) .
(142) رواه البخاري ، كتاب الجهاد والسير ، باب الجهاد بإذن الأبوين ، رقم ( 3004 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب الوالدين . . . ، رقم ( 2549 ) [ 6 ] .
(143) رواه البخاري ، كتاب الجهاد والسير ، باب الجهاد بإذن الأبوين ، رقم ( 3004 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب بر الوالدين وأنهما أحق به ، رقم (2549) [5 ] .
(144) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب ليس الواصل بالمكافئ ، رقم ( 5991 ) .
(145) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب من وصل وصله الله ، رقم ( 5989 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، رقم ( 2555 ) .
اللهُم إِرحَم
مَوتانا مِن
المُسلِمين وَإجمَعنا
بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
.
تقبل الله
منا ومنكم
صالح الأعمال
لاتحرمنا التعليق
شرح الحديث النبوى الشريف ( فهل لك من والديك أحد حي ) من رياض الصالحين
Reviewed by احمد خليل
on
7:52:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: