Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح الحديث النبوى الشريف ( فهل لك من والديك أحد حي ) من رياض الصالحين

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله 
شرح أحاديث رياض الصالحين باب بر الوالدين وصلة الأرحام
شرح - الحديث - النبوى - الشريف - ( - فهل - لك - من - والديك - أحد - حي - ) - من - رياض - الصالحين
شرح الحديث النبوى الشريف ( فهل لك من والديك أحد حي ) من رياض الصالحين

شرح الحديث النبوى الشريف ( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ) من رياض الصالحين

شرح الحديث النبوى الشريف لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد

الحديث رقم 323 -324-325-326-327-328 باب بر الوالدين وصلة الأرحام



323 - عن ابى هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله ، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلى ، وأحلم عنهم ويجهلون على فقال( لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) رواه مسلم (139

( وتسفهم ) بضم التاء وكسر السين المهملة وتشديد الفاء ، ( والمل ) بفتح الميم ، وتشديد اللام وهو الرماد الحار : أي كأنما تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الآلم ، ولا شيء على هذا المحسن إليهم ، لكن ينالهم إثم عظيم بتقصيرهم في حقه ، وإدخالهم الأذى عليه والله أعلم

324 ـ وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ؛ فليصل رحمه ) متفق عليه(140

ومعنى ينسأ له في أثره  أي يؤخر له في أجله وعمره

325 ـ وعن أنس رضي الله عنه قال : كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل ، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء ، وكانت مستقبلة المسجد ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ، ويشرب من ماء فيها طيب ، فلما نزلت هذه الآية } لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) {  آل عمران:92، قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن الله تبارك وتعالى يقول } لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ وإن أحب مالي إلي بيرحاء ، وإنها صدقة لله تعالى ، أرجو برها وذخرها عند الله تعالى ، فضعها يا رسول الله ، حيث أراك الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) بخ ذلك مال رابح ، ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت ، وإني أرى أن تجعلها في الآقربين  فقال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله ، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه . متفق عليه(141) . 

وسبق بيان ألفاظه في باب الإنفاق مما يحب

326 ـ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى . قال( فهل لك من والديك أحد حي ؟ ) قال : نعم بل كلاهما قال( فتبتغي الأجر من الله تعالى ؟ ) قال : نعم . قال( فارجع إلى والديك ، فأحسن صحبتهما ) متفق عليه (142) ، وهذا لفظ مسلم

وفي رواية لهما : جاء رجل فاستأذنه في الجهاد فقال ) أحي والداك ؟ قال : نعم قال،: ففيهما جاهد  (143

327 ـ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمة وصلها ) رواه البخاري (144

و ( قطعت ) بفتح القاف والطاء . و ( رحمة ) مرفوع

328 ـ وعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني : وصله الله ، ومن قطعني ؛ قطعه الله ) متفق عليه (145



الـشـرح 

هذه الأحاديث في بيان فضيلة صلة الرحم ، وأن الإنسان الواصل ليس المكافئ الذي إذا وصله أقاربه وصلهم ، ولكن الواصل هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها ، فتكون صلته لله لا مكافأة لعباد الله ، ولا من أجل أن ينال بذلك مدحاً عن الناس ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ) ليس الواصل بالمكافئ  يعني بالذي إذا وصله أقاربه وصلهم مكافأة لهم ، وإنما الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها

وكذلك أيضاً في هذه الأحاديث أن الرحم متعلقة بالعرش ، تقول( من وصلني ؛ وصله الله ومن قطعني ؛ قطعه الله ) ، وهذا يحتمل أن يكون خبراً وأن يكون دعاءً ، يعني يحتمل أن الرحم تخبر بهذا أو تدعو الله عز وجل به ، وعلى كل حال فهو دليل على عظم شأن الرحم وصلتها ، وأنها تحت العرش تدعو بهذا الدعاء ، أو تخبر بهذا الخبر

ثم ذكر المؤلف حديث الرجل الذي كان يحسن إلى قرابته فيسيئون إليه ، ويصلهم فيقطعونه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم( إن كنت ) : يعني كما تقول ( فكأنما تسفهم الملَ ) ، والملّ: هو الرماد الحار ، وتسفهم : يعني تجعله في أفواههم ، والمعنى : أنك كأنما ترغمهم بهذا الرماد الحار عقوبة لهم ، ولا يزال لك من الله عليهم ظهير ، يعني عون عليهم مادمت على ذلك ، أي تصلهم وهم يقطعونك

فكل هذه الأحاديث وما شابهها تدل على أنه يجب على الإنسان أن يصل رحمه وأقاربه بقدر ما يستطيع ، وبقدر ما جرى به العرف ، ويحذر من قطيعة الرحم


الحمد لله رب العالمين

(139) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، رقم 0 2558  .

(140) 
رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم ، رقم (5986 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، رقم ( 2557 ) .

(141) 
رواه البخاري ، كتاب الزكاة ، باب الزكاة على الأقارب ، رقم ( 1461 ) ، ومسلم ، كتاب الزكاة ، باب إثم مانع الزكاة ، رقم (988) .

(142) 
رواه البخاري ، كتاب الجهاد والسير ، باب الجهاد بإذن الأبوين ، رقم ( 3004 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب الوالدين . . . ، رقم ( 2549 ) [ 6 ] .

(143) 
رواه البخاري ، كتاب الجهاد والسير ، باب الجهاد بإذن الأبوين ، رقم ( 3004 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب بر الوالدين وأنهما أحق به ، رقم (2549) [5 ] .

(144) 
رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب ليس الواصل بالمكافئ ، رقم ( 5991 ) .

(145) 
رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب من وصل وصله الله ، رقم ( 5989 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، رقم ( 2555 ) . 
 

اللهُم إِرحَم مَوتانا مِن المُسلِمين وَإجمَعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ .
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

لاتحرمنا التعليق
شرح الحديث النبوى الشريف ( فهل لك من والديك أحد حي ) من رياض الصالحين Reviewed by احمد خليل on 7:52:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.