شرح حديث / الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله
باب ملاطفة اليتيم والبنات
شرح لفضيلة
الدكتور خالد بن عثمان السبت
شرح حديث / الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد
في سبيل الله
أحاديث رياض الصالحين:
باب ملاطفة اليتيم والبنات
٢٧٠ - عن
ابى هريرة - رضى الله عنه - عن النبي ﷺ: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله»
وأحسبه قال: «وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم لا
يفطر [١]» متفق عليه.
الـشـرح
ففي
باب "ملاطفة اليتيم، والبنات وسائر الضعفة والمساكين والمنكسرين" أورد
المصنف -رحمه الله-:
حديث
أبي هريرة - رضى الله عنه - عن النبي ﷺ قال: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله»،
وأحسبه قال: «وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي
لا يفطر [1]» متفق عليه.
الساعي
على الأرملة والمسكين، الأرملة: هي المرأة التي لا عائل لها، أرملة مات زوجها، ليس
لها أحد يقوم بشئونها، فهي منكسرة، بحاجة إلى رعاية، هي ضعيفة، تحتاج إلى من يقوم
على شئونها ومصالحها، ومن ينفق عليها، فالساعي على الأرملة والمسكين ولو كان ذلك
من غير ماله بمعنى أنه يقوم بشئونها، يذهب يراجع عنها في معاملاتها، يذهب يتابع
لها مصالحها، يكلم لها بعض من يحسن إليها، فيعطيها شيئًا من نفقة ونحو ذلك فهذا
يصدق عليه أنه ساعٍ على الأرملة واليتيم، يعني لا يشترط أن يكون ذلك صاحب مال
فينفق من ماله، إذا أنفق من ماله فهذا لا شك أنه أكمل، ولكن يصدق على هذا أنه ساعٍ
وإن كان بمال غيره، والنبي ﷺ
أخبر أنه يدخل في السهم الواحد الجنة ثلاثة، ففضل الله -تبارك وتعالى- واسع، فهذا
لا يختص بالأغنياء وأهل اليسار.
قال:
كالمجاهد في سبيل الله، وهذه مرتبة عالية جدًّا، قال: وأحسبه قال: وكالقائم الذي
لا يفتر لا يستريح، ولا ينقطع، ولا يتوقف يصلي الليل.
وقوله:
والصائم الذي لا يفطر من الذي يستطيع؟ الناس في صيام الستة من شوال يسألون كثيرًا،
بالذات النساء، هل يمكن أن يُجعل القضاء مع صيام الستة صيامًا واحدًا؟ فهذه الستة
عندهم -عند كثير من الناس- تعتبر من التكاليف الصعبة الثقيلة الشاقة، عمل بسيط
الساعي على الأرملة والمسكين أيضًا، إنسان ضعيف مسكين ما عنده شيء فيذهب هذا ويقضي
له مصالحه، يأتي له بحاجاته، يأخذ أولاده ويذهب بهم يوصلهم إلى المدرسة، أو يوصلهم
إلى المستشفى، أو يرتب له موعدًا مع طبيب، أو يأتي له بمن يصلح ما فسد في داره، أو
يسكنه في مكان، ولو دفع الإيجار إنسان آخر، لكن هذا هو المتولي لمصالحه، هذا هو
الذي يرعاه ويهتم به، وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يفطر، فهذا يدل على
أن الإنسان يمكن أن يبلغ بأعمال قليلة.
شرح حديث / الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله
Reviewed by احمد خليل
on
1:46:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: