فتح الباري شرح صحيح البخاري
ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
باب إتيان مسجد قباء ماشيا وراكبا
فتح الباري شرح صحيح البخاري: كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة: بَابُ إِتْيَانِ مَسْجِدِ قُبَاءٍ مَاشِيًا وَرَاكِبًا.
١١٩٤- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ رَاكِبًا وَمَاشِيًا.
زَادَ ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، فَيُصَلِّي
فِيهِ رَكْعَتَيْنِ.
الشرح:
قوله: (باب إتيان مسجد
قباء ماشيا وراكبا) أفرد
هذه الترجمة لاشتمال الحديث على حكم آخر غير ما تقدم.
قوله: (حدثنا يحيى) زاد
الأصيلي: "ابن سعيد" وهو القطان، وعبيد الله بالتصغير،
هو ابن عمر العمري.
قوله: (زاد ابن نمير)، أي: عبد الله
(عن عبيد الله) أي:
ابن عمر. وطريق ابن نمير وصلها مسلم، وأبو يعلى قالا:
"أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير أخبرنا أبي به".
وقال أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده: "حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو
أسامة، عن عبيد الله". فذكره
بالزيادة، وادعى الطحاوي أنها مدرجة، وأن أحد الرواة قاله من عنده لعلمه
أن النبي ﷺ كان من عادته أن لا يجلس حتى يصلي.
وفي هذا الحديث على اختلاف طرقه
دلالة على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة والمداومة على ذلك، وفيه أن
النهي عن شد الرحال لغير المساجد الثلاثة ليس على التحريم لكون
النبي ﷺ كان يأتي مسجد قباء راكبا،
وتعقب بأن مجيئه ﷺ إلى قباء إنما
كان لمواصلة الأنصار وتفقد حالهم، وحال من تأخر منهم عن حضور الجمعة معه،
وهذا هو السر في تخصيص ذلك بالسبت.
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ
اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال
