فتح الباري شرح صحيح البخاري
ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
فتح الباري شرح صحيح البخاري: كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة: بَابُ مَسْجِدِ قُبَاءٍ.
١١٩١، ١١٩٢- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ هُوَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا
أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كَانَ لاَ
يُصَلِّي مِنَ الضُّحَى إِلَّا فِي يَوْمَيْنِ: يَوْمَ يَقْدَمُ بِمَكَّةَ،
فَإِنَّهُ كَانَ يَقْدَمُهَا ضُحًى فَيَطُوفُ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ يُصَلِّي
رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ المَقَامِ، وَيَوْمَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ، فَإِنَّهُ
كَانَ يَأْتِيهِ كُلَّ سَبْتٍ، فَإِذَا دَخَلَ المَسْجِدَ كَرِهَ أَنْ يَخْرُجَ
مِنْهُ حَتَّى يُصَلِّيَ فِيهِ، قَالَ: وَكَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَزُورُهُ رَاكِبًا وَمَاشِيًا، قَالَ:
وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا أَصْنَعُ كَمَا رَأَيْتُ أَصْحَابِي يَصْنَعُونَ، وَلاَ
أَمْنَعُ أَحَدًا أَنْ يُصَلِّيَ فِي أَيِّ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ،
غَيْرَ أَنْ لاَ تَتَحَرَّوْا طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلاَ غُرُوبَهَا.
الشرح:
قوله: (باب مسجد قباء) أي: فضله، وقباء بضم
القاف، ثم موحدة ممدودة عند أكثر أهل اللغة، وأنكر السكري قصره، لكن
حكاه صاحب العين، قال البكري: من
العرب من يذكره فيصرفه، ومنهم من يؤنثه فلا يصرفه. وفي المطالع: هو على ثلاثة
أميال من المدينة. وقال ياقوت: على
ميلين على يسار قاصد مكة، وهو من عوالي المدينة. وسمي
باسم بئر هناك. والمسجد المذكور هو مسجد بني عمرو بن عوف، وهو أول
مسجد أسسه رسول الله ﷺ، وسيأتي ذكر
الخلاف في كونه المسجد الذي أسس على التقوى في "باب الهجرة"، إن شاء
الله تعالى.
قوله: (حدثنا يعقوب بن إبراهيم) في
رواية أبي ذر: "هو الدورقي".
قوله: (كان لا يصلي الضحى) تقدم الكلام
عليه قريبا.
قوله: (وكان) أي: ابن عمر.
قوله: (يزوره) أي: يزور مسجد قباء.
قوله: (وكان يقول) أي: ابن عمر، وقد
تقدم الكلام على ذلك في أواخر المواقيت. وفي الحديث دلالة على فضل قباء، وفضل
المسجد الذي بها، وفضل الصلاة فيه، لكن لم يثبت في ذلك تضعيف بخلاف المساجد الثلاثة.
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ
اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال
