باب كراهة قول ما شاء الله وشاء فلان
كتاب الأمور
المنهي عنها: باب كراهة قول ما شاء الله وشاء فلان
شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
أحاديث رياض الصالحين: باب كراهة قول: ما
شاء اللهُ وشاء فلان.
١٧٥٤- عنْ حُذَيْفَةَ بْنِ
اليَمَانِ -رَضِيَ اللَّه عنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
قالَ: «لا تَقُولوا: ما شاءَ اللَّه وشاءَ فُلانٌ،
ولكِنْ قُولوا: مَا شَاءَ اللَّه ثُمَّ شَاءَ فُلانٌ» رواه أبو داود
بإِسنادٍ صحيحٍ [١].
الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله،
وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
ففي الحديث الدلالة على أنه لا يجوز أن
يقال: "ما شاء الله وشاء فلان"، ولا أن يُقال: "لولا الله
وفلان"، أو: "هذا من الله ومن فلانٍ"، ولكن يُقال: "ما شاء
الله ثم شاء فلان"، "لولا الله ثم فلان"، "هذا من الله ثم من
فلانٍ"، هكذا جاءت السُنّة، ولهذا قال ﷺ:
«لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان».
وفي حديث الثلاثة: "لا بلاغَ لي
اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك" حديث
الأبرص والأقرع والأعمى [٢]. فالواجب على المؤمن أن يتأدَّب بالآداب الشرعية؛ لأن
الواو تقتضي المعية والتَّسوية، واللهُ جَلٍّ وَعلا، لا يُساويه شيء، بل هو القادر
على كل شيءٍ، وهو المستقل بكل شيءٍ جَلٍّ وَعلا، فلهذا لا يجوز أن تقول:
"ما شاء الله وشاء فلان"، جعلته شريكًا مساويًا، أو "لولا الله
وفلان"، كل هذا لا يصلح، ولكن يُقال: "لولا الله ثم فلان"،
و"هذا من الله ثم من فلان"، "ما شاء الله ثم شاء فلان"، هذا
هو المشروع.
وفق الله
الجميع.
[١]
صحيح أحمد: (٥/٣٨٤)، أبو داود (٤٩٨٠)، كلاهما عن حذيفة، وللحديث شاهد عن ابن عباس رواه
أحمد (١/٢١٤)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٧٨٣)، قال الشيخ شاكر في
"تحقيق المسند" (٣/٢٥٣): إسناده صحيح.
[٢]
"صحيح مسلم" (٢٩٦٤).
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال
ليست هناك تعليقات: