صحيح البخاري كتاب العلم باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه
فتح الباري لابن حجر شرح صحيح البخاري
صحيح البخاري كتاب العلم باب
من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه
فتح
الباري شرح صحيح البخاري: كِتَابُ العِلْمِ بَابٌ: مَنْ أَعَادَ الحَدِيثَ
ثَلاَثًا لِيُفْهَمَ عَنْهُ.
فَقَالَ:
«أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ» فَمَا زَالَ
يُكَرِّرُهَا وَقَالَ: ابْنُ عُمَرَ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «هَلْ بَلَّغْتُ ثَلاَثًا؟».
حَدَّثَنَا
عَبْدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ المُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ
أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ ثَلاَثًا، وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ
أَعَادَهَا ثَلاَثًا.
الشرح:
قوله: (باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم)
هو بضم الياء وفتح الهاء، وفي روايتنا بكسر الهاء، لكن في رواية الأصيلي وكريمة:
"ليفهم عنه" وهو بفتح الهاء لا غير.
قوله: (فقال الا وقول الزور) كذا في
رواية أبي ذر وفي رواية غيره: "فقال النبي ﷺ" وهو طرف معلق من
حديث أبي بكرة المذكور في الشهادات وفي الديات الذي أوله: "الا أنبئكم بأكبر
الكبائر" ثلاثا فذكر الحديث، ففيه معنى الترجمة لكونه قال لهم ذلك ثلاثا.
قوله: (فما زال يكررها) أي: في مجلسه
ذلك. والضمير يعود على الكلمة الأخيرة وهي قول الزور، وسيأتي الكلام عليه إن شاء
الله تعالى في مكانه.
قوله: (وقال ابن عمر) هو طرف أيضا من
حديث مذكور عند المصنف في كتاب الحدود أوله "قال رسول الله ﷺ في حجة الوداع: أي شهر
هذا" فذكر الحديث وفيه هذا القدر المعلق، وقوله: "ثلاثا" متعلق
بقال لا بقوله بلغت.
قوله: (حدثنا عبدة) هو ابن عبد الله الصفار،
ولم يخرج البخاري عن عبدة بن عبد الرحيم المروزي وهو من طبقة عبدة الصفار، وفي
رواية الأصيلي: حدثنا عبدة الصفار.
قوله: (حدثنا عبد الصمد) هو ابن عبد
الوارث بن سعيد، يكنى أبا سهل، والمثنى والد عبد الله هو بضم الميم وفتح المثلثة
وتشديد النون المفتوحة وهو ابن عبد الله بن أنس بن مالك، وثمامة عمه. ورجال هذا
الإسناد كلهم بصريون.
قوله: (عن النبي ﷺ أنه كان) أي: من عادة
النبي ﷺ،
والمراد أن أنسا مخبر عما عرفه من شأن النبي ﷺ وشاهده، لا أن النبي ﷺ أخبره بذلك. ويؤيد ذلك
أن المصنف أخرجه في كتاب الاستئذان عن إسحاق -وهو ابن منصور- عن عبد الصمد بهذا
الإسناد إلى أنس فقال: "إن النبي ﷺ كان".
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن
المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: