باب ما يذكر في المناولة وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان
فتح الباري لابن حجر شرح صحيح البخاري
باب ما يذكر في المناولة
وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان
فتح
الباري شرح صحيح البخاري: كِتَابُ العِلْمِ بَابُ مَا يُذْكَرُ فِي المُنَاوَلَةِ،
وَكِتَابِ أَهْلِ العِلْمِ بِالعِلْمِ إِلَى البُلْدَانِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ
أَبُو الحَسَنِ المَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَتَبَ النَّبِيُّ ﷺ كِتَابًا -أَوْ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ- فَقِيلَ
لَهُ: إِنَّهُمْ لاَ يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلَّا مَخْتُومًا، فَاتَّخَذَ خَاتَمًا
مِنْ فِضَّةٍ، نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى
بَيَاضِهِ فِي يَدِهِ، فَقُلْتُ لِقَتَادَةَ مَنْ قَالَ: نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ
رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ أَنَسٌ
الشرح:
قوله: (لا يقرؤون
كتابا إلا مختوما) يعرف من هذا فائدة إيراده هذا الحديث في هذا الباب لينبه على أن
شرط العمل بالمكاتبة، أن يكون الكتاب مختوما ليحصل الأمن من توهم تغييره، لكن قد
يستغنى عن ختمه إذا كان الحامل عدلا مؤتمنا.
قوله: (فقلت) القائل هو شعبة
وسيأتي باقي الكلام على هذا الحديث في الجهاد وفي اللباس إن شاء الله تعالى.
(فائدة): لم يذكر المصنف من
أقسام التحمل الإجازة المجردة عن المناولة أو المكاتبة ولا الوجادة ولا الوصية ولا
الأعلام المجردات عن الإجازة، وكأنه لا يرى بشيء منها وقد ادعى بن منده أن كل ما
يقول البخاري فيه: "قال لي" فهي إجازة، وهي دعوى مردودة بدليل أني
استقريت كثيرا من المواضع التي يقول فيها في (الجامع) "قال لي" فوجدته
في غير الجامع، يقول فيها: حدثنا، والبخاري لا يستجيز في الإجازة إطلاق التحديث
فدل على أنها عنده من المسموع، لكن سبب استعماله لهذه الصيغة ليفرق بين ما يبلغ
شرطه وما لا يبلغ، والله أعلم.
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن
المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: