باب تحريم سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية
كتاب الأمور المنهي عنها باب تحريم سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
باب تحريم سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية
أحاديث رياض الصالحين: باب تحريم سَبّ
الأموات بغير حقِّ ومصلحةٍ شرعية
وهو التَّحْذِيرُ مِنَ الاقْتِدَاء بِهِ
في بِدْعَتِهِ، وَفِسْقِهِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَفِيهِ الآيةُ والأحاديثُ السَّابِقَةُ
في البَابِ قَبْلَهُ.
١٥٧٢ -
وعن عائِشةَ -رَضِيَ اللَّه عنها- قالتْ:
قالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«لا تَسُبُّوا الأمواتَ، فَإنَّهُمْ قَدْ أفْضَوْا
إِلَى مَا قَدَّموا» رواه البخاري.
الشرح:
قال
المؤلف رحمه الله، في كتاب (رياض الصالحين) باب تحريم سب الأموات بغير حق أو مصلحة
شرعية.
الأموات
يعني: الأموات من المسلمين، أما الكافر فلا حرمة له إلا إذا كان في سبه إيذاء
للأحياء من أقاربه فلا يسب، وأما إذا لم يكن هناك ضرر فإنه لا حرمة له وهذا هو
معنى قول المؤلف رحمه الله: بغير حق. لأننا لنا الحق أن نسب الأموات الكافرين
الذين آذوا المسلمين وقاتلوهم ويحاولون أن يفسدوا عليهم دينهم.
أو مصلحة شرعية مثل أن يكون
هذا الميت صاحب بدعة ينشرها بين الناس فهنا من المصلحة أن نسبه، ونحذر منه ومن
طريقته لئلا يغتر الناس به.
ثم استدل على ذلك بحديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي ﷺ قال: «لا
تسبوا الأموات» والأصل في النهي التحريم، فلا نسب الأموات، ثم علل وقال: «فإنهم
أفضوا إلى ما قدموا».
وسبكم إياهم لا يغني شيئا لأنهم أفضوا إلى ما قدموا حين انتقلوا إلى
دار الجزاء من دار العمل فكل من مات فإنه أفضى إلى ما قدم، والتحق بدار الجزاء
وقامت قيامته، أفضى وانقطع عمله ولم يبق له حظ من العمل إطلاقا إلا ما دلت السنة
عليه مثل قول النبي ﷺ: «إذا مات
الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له».
وفي هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يحفظ لسانه عما لا فائدة منه
فإن هذا طريق أهل التقى فإن عباد الرحمن إذا مروا باللغو مروا كراما.
وأما الزور فلا يشهدونه إطلاقا، ولا يتكلمون إلا بالحق. والله
الموفق.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: