Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

باب النهي عن الإيذاء

كتاب الأمور المنهي عنها: باب النهي عن الإيذاء

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

باب – النهي – عن – الإيذاء

باب النهي عن الإيذاء


أحاديث رياض الصالحين: باب تحريم سَبّ الأموات بغير حقِّ ومصلحةٍ شرعية

وهو التَّحْذِيرُ مِنَ الاقْتِدَاء بِهِ في بِدْعَتِهِ، وَفِسْقِهِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَفِيهِ الآيةُ والأحاديثُ السَّابِقَةُ في البَابِ قَبْلَهُ.

١٥٧٢ - وعن عائِشةَ -رَضِيَ اللَّه عنها- قالتْ: قالَ رسُولُ اللَّهِ : «لا تَسُبُّوا الأمواتَ، فَإنَّهُمْ قَدْ أفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّموا» رواه البخاري.

 

أحاديث رياض الصالحين: باب النهي عن الإيذاء

قَالَ الله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: ٥٨].

١٥٧٣ - وعنْ عبدِ اللَّه بنِ عَمرو بن العاص -رضي اللَّه عنْهُمَا- قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «المُسْلِمُ منْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ ويدِهِ، والمُهَاجِرُ منْ هَجَر مَا نَهَى اللَّه عنْهُ» متفقٌ عليه.

١٥٧٤ - وعنْ عبدِ اللَّه بنِ عَمرو بن العاص -رضي اللَّه عنْهُمَا- قالَ: قال رسولُ اللَّه : «مَنْ أحبَّ أنْ يُزَحْزحَ عَنِ النَّارِ، ويَدْخَل الجنَّةَ، فلتَاتِهِ منِيَّتُهُ وهُوَ يُؤمِنُ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أنْ يُؤْتَي إليهِ» رواه مسلم.

وهُو بعْضُ حَديثٍ طويلٍ سبقَ في بابِ طاعةِ وُلاةِ الأمُورِ.

 

الشيخ:

الحمد لله، وصل الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد: فهذه الأحاديث الأول في تحريم سب الأموات إلا من حاجة ومصلحة، والثاني والثالث في تحريم إيذاء المؤمنين بسب أو غيره، يقول : «لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا» فلا يجوز سب الأموات بعيبهم وغيبتهم أو لعنهم، قد أفضوا إلى ما قدموا من خير وشر، لكن إذا كان الرجل ممن يخشى شره وأن يقتدى به في بدعته فلا مانع أن يسب، يعني: يذكر ما عنده من الباطل حتى يحذر، والمقصود هو تحريم شره وبدعته، وهو قد أفضى ما قدم، لكن إذا كان يخشى اتباعه فيما علم من بدعته وشره يحذر منه، والتحذير منه وبيان عيوبه هذا سب لكن للحاجة والمصلحة كما نبين شر فرعون ومن تابعه، وشر كفار قريش ومن جرى مجراهم، وشر من بعدهم وشر من قبلهم من قوم نوح وهود وصالح وغيرهم تبين شرورهم للتحذير منها والترغيب في تركها.

 

وإيذاء المسلمين أمر لا يجوز لا أحياءهم ولا أمواتهم لأن الله يقول: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: ٥٨] والرسول يقول: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» والله يقول جل وعلا: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: ١٨]، {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: ٣٦].

 

ويقول : «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» يعني: المسلم الكامل من سلم المسلمون من لسانه ويده، من غيبته ونميمته وسبه ونحو ذلك، ويده من العدوان والظلم، «والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» يعني: المهاجر الكامل من هجر ما نهى الله عنه من المعاصي، هذا مهاجر كامل هجر الشرك وهجر المعاصي، ومنهم المنتقل من بلد إلى بلد لحفظ دينه من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، أو من بلد ظهور المعاصي إلى بلد أحسن منها، هذا أيضا يسمى مهاجرا، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه.

 

كذلك حديث عبد الله بن عمرو يقول النبي : «من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه» هذا حديث طويل أوله يقول : «ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن هذه الأمة جعلت عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، تجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تجيء الفتنة فيقول هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه» يعني: يعامل الناس بالخير وليستقم على الإيمان والطاعة لله جل وعلا، وليعامل الناس كما يحب أن يعامل، يعاملهم باللطف والسلام والكف عن الأذى كما يحب أن يعامل. وفق الله الجميع.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

باب النهي عن الإيذاء Reviewed by احمد خليل on 5:55:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.