Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث/ لا تلاعنوا بلعنة اللّه

كتاب الأمور المنهي عنها: باب بيان غلظ تحريم شهادة الزُّور

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

شرح – حديث – لا – تلاعنوا – بلعنة - اللّه

شرح حديث/ لا تلاعنوا بلعنة اللّه


أحاديث رياض الصالحين: كتاب الأمور المنهي عنها باب: تحريم لَعْن إنسان بعَينه أَوْ دابة

 

١٥٦٠ - وعنْ أبي هُريْرةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أنَّ رسُول اللَّه قَالَ: «لاَ ينْبغِي لِصِدِّيقٍ أنْ يكُونَ لَعَّانًا» رواه مسلم.
١٥٦١ - وعنْ أبي الدَّردَاءِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: قالَ رسُولُ اللَّهِ : «لاَ يكُونُ اللَّعَّانُون شُفعَاءَ، وَلاَ شُهَدَاءَ يوْمَ القِيامَةِ» رواه مسلم.

١٥٦٢ - وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُب -رضي الله عنه- قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لاَ تَلاعنُوا بلعنةِ اللَّه، وَلاَ بِغضبِهِ، وَلاَ بِالنَّارِ» رواه أَبُو داود، والترمذي وقالا: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

١٥٦٣ - وعن ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ : «لَيْس المؤمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلاَ اللَّعَّانِ وَلاَ الفَاحِشِ، وَلاَ البذِيِّ» رواه الترمذي وقالَ: حديثٌ حسنٌ.

١٥٦٤ - وعنْ أَبي الدَّرْداءِ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه : «إنَّ العبْد إِذَا لَعنَ شَيْئًا، صعِدتِ اللَّعْنةُ إِلَى السَّماء، فتُغْلَقُ أبْوابُ السَّماءِ دُونَها، ثُمَّ تَهبِطُ إِلَى الأرْضِ، فتُغلَقُ أبوابُها دُونَها، ثُّمَّ تَأخُذُ يَمينًا وشِمالا، فَإذا لمْ تَجِدْ مَسَاغًا رَجَعَتْ إِلَى الَّذِي لُعِنَ، فإنْ كَانَ أهْلًا لِذلك، وإلاَّ رجعتْ إِلَى قائِلِها» رواه أَبُو داود.

١٥٦٥ - وعنْ عِمْرَانَ بنِ الحُصيْنِ -رضي اللَّه عنْهُما- قَالَ: بينَما رسُولُ اللَّه في بعضِ أسْفَارِهِ، وامرأَةٌ مِنَ الأنصارِ عَلي نَاقَةٍ، فضجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا، فَسمع ذلكَ رَسُولُ اللَّهِ فقالَ: «خُذوا مَا عَلَيْهَا ودعُوها، فإنَّها ملعُونَةٌ» قالَ عِمرَانُ: فكَأَنِّي أرَاهَا الآنَ تَمْشِي في النَّاسِ مَا يعرِضُ لهَا أحدٌ. رواه مسلم.

١٥٦٦ - وعن أَبي برّزَةَ نَضلَةَ بْنِ عُبيْدٍ الأسلمِيّ -رضي الله عنه- قَالَ: بَيْنَمَا جاريةٌ عَلَى ناقَةٍ علَيها بعضُ متَاع القَوْمِ، إذْ بَصُرَتْ بالنبيِّ وتَضايَقَ بهمُ الجَبلُ، فقالتْ: حَلْ، اللَّهُم العنْها، فَقَالَ النبيُّ : «لاَ تُصاحِبْنا نَاقَةٌ عَلَيْهَا لعْنةٌ» رواه مسلم.

قَوَّلَهُ: (حَلْ) بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَإِسْكَانَ اللَّاَمِ، وَهِي كَلِمَةٌ لِزَجْرِ الْإِبِلِ.

وَاِعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْحَديثِ قَدْ يَسْتَشْكِلُ مُعَنَّاُهُ، وَلَا إِشْكَالٌ فِيهِ، بَلِ الْمُرَادُ النَّهْي أَنَّ تَصَاحُبَهُمْ تِلْكَ النَّاقَةِ، وَلَيْسَ فِيهِ نَهْي عَنْ بَيْعِهَا وَذِبْحِهَا وَرُكوبِهَا فِي غَيْرِ صُحْبَةِ النَّبِيِّ بَلْ كُلَّ ذَلِكَ وَمَا سِوَاهُ مِنَ التَّصَرُّفَاتِ جَائِزٌ لَا مَنْعٌ مِنْهُ، إِلَّا مِنْ مُصَاحِبَتِهِ بِهَا، لِأَنَّ هَذِهِ التَّصَرُّفَاتِ كُلَّهَا كَانَتْ جَائِزَةٍ فَمَنْعِ بَعْضِ مِنْهَا، فَبَقِيَ الْبَاقِيُّ عَلَى مَا كَانَ. والله أَعِلْمٌ.

 

الشيخ:

الحمد لله، وصل الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد: فهذه الأحاديث كالتي قبلها فيها التحذير والترهيب من اللعن والدعاء بغضب الله والدعاء بالنار، وأن الواجب على المؤمن أن يتحفظ وأن يصون لسانه عن الدعوات الضارة التي قد ترجع إليه وتضره، تقدم قوله : «إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة»، وتقدم قوله : «لعن المؤمن كقتله» رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، هذا وعيد عظيم.

 

وقوله : «من قال لأخيه يا عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه» فإذا قال لشخص: يا عدو الله أو يا فاجر أو يا ملعون أو كذا وليس أهلا لذلك رجعت إلى قائلها.

 

والحديث: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي»، حديث: «لا تلاعنوا بغضب الله ولا بلعنته ولا بالنار» وهكذا لعن الدواب لا تلعن الدواب، ولما سمع النبي امرأة تلعن دابة قال: «لا تصحبنا دابة ملعونة» هذا كله يبين لنا أن الواجب على المسلم حفظ لسانه والحذر من الشتم واللعن، وأن يكون ديدنا له وسجية له، بل يعالج الأمور بغير اللعن، افعل كذا يا فلان، دع كذا، سوِّ كذا، يعالج الأمور بغير اللعن، هذا هو الواجب على المؤمن.


وقوله: «خذوا ما عليها ودعوها» ما هو معناه أنه أخرجها من ملك صاحبها، لا معناه أن هذا من باب التأديب وهي باقية على ملك صاحبها، لكن أخذ ما عليها من المتاع، ولا تصحبنا هذا نوع من التأديب للاعن مالك الدابة، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

شرح حديث/ لا تلاعنوا بلعنة اللّه Reviewed by احمد خليل on 8:39:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.