شرح حديث / ثنتان موجبتان
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح
الدرر
السنية
شرح
حديث / ثنتان موجبتان
مرقاة
المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: كتاب الإيمان
وَعَنْ
جَابِرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «ثِنْتَانِ مُوجِبَتَانِ» قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، مَا الْمُوجِبَتَانِ؟ قَالَ: «مَنْ مَاتَ
يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ، وَمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ
شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
الشرح:
كان
الصّحابة -رضي الله عنهم- يسألون النبيّ ﷺ عن أمور
الدّين، وقد كانوا أكثر النّاس خوفا ووجلا من الله مع رجائهم فيه سبحانه وتعالى
وفي رحمته، وفي هذا الحديث يحكي جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: أنّه أتى
النبيّ ﷺ رجل فقال: يا
رسول الله، ما الموجبتان؟ أي: ما الخصلتان من الخير والشرّ اللّتان إذا فعلت
إحداهما أوجبت لصاحبها الجنّة أو أوجبت له النّار.
فقال
النبيّ ﷺ:
«من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة»، أي: من مات وهو مؤمن بالله موحّد له فهذه
خصلة الإيمان التي توجب له الجنّة فيدخلها، ومن كانت عليه ذنوب فإمّا أن يعفو الله
عنه دون حساب، أو يحاسبه على ما قدّم ثمّ يدخله الجنّة، وفي ذلك يقول النبيّ ﷺ في حديث أبي
ذرّ: «ما من عبد قال: لا إله إلّا الله، ثمّ مات على
ذلك إلّا دخل الجنّة وإن زنى وإن سرق رغم أنف أبي ذرّ».
«ومن
مات يشرك بالله شيئا دخل النّار»، أي: والموجبة الثّانية: أنّ من مات وهو مشرك
بالله بأيّ نوع من الشّرك الأكبر، كأن يعبد مع الله غيره، أو يعتقد أنّ أحدا شريك
مع الله في الخلق والتّدبير، فهذه هي خصلة الشّرك التي توجب لصاحبها النّار
فيدخلها.
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم
مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: