باب
التواضع وخفض الجناح للمؤمنين
شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن
عبد الله بن باز
شرح
حديث / إن كانت الأمةُ من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي
أحاديث
رياض الصالحين: باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين
٦١٠ - وعن أنسٍ - رضى الله عنه - قَالَ: إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِن
إِمَاءِ المَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النبيِّ ﷺ،
فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ. رواه البخاري.
الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصل الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الحديث يتعلق بالتواضع وخفض الجناح للمؤمنين، وأنه ينبغي لولاة الأمور والعلماء وخواصّ الناس أن يلينوا، وأن يتواضعوا، وألا يتكبّروا؛ لأنَّ من خُلُق المؤمن خفض الجناح، كما قال تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر:٨٨]، وقال ﷺ: «ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه»، ويقول: «إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا، حتى لا يبغي أحدٌ على أحدٍ، ولا يفخر أحدٌ على أحدٍ».
ولهذا كان ﷺ يذهب مع المرأة في حاجتها حتى يقضيها إذا دعت الحاجةُ إلى ذلك، فمن تواضعه أنه يقضي حاجة المرأة والغريب وغيرهما إذا دعت الحاجةُ إلى أن يتولى ذلك بنفسه - عليه الصلاة والسلام - وهذا من تواضعه - عليه الصلاة والسلام - وقد يأمر بعض أصحابه بأن يقضوها.
والحاصل أنه ﷺ كان يتواضع في قضاء حاجات الرعية، ويحتسب الأجر في ذلك؛ ليتأسَّى به أصحابه؛ لأنَّ الرسول ﷺ هو الأسوة، فالله يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:٢١].
ومن هذا: هذا الجاهل الذي جاء ليسأل، فنزل ﷺ من منبره، وجلس على كرسيٍّ وعلَّمه ما كان يجهل، ثم رجع فأتم خطبته، فهذا كله من التواضع في تعليم الناس وإرشادهم.
ومن ذلك أنه كان في مهنة أهله في بيته، لا يتكبر على أهله، بل يقضي حاجة أهله: فتح باب، إصلاح باب، إصلاح شيء في البيت، كان يفعل - عليه الصلاة والسلام - ما يحتاجه أهل البيت.
كل هذا من تواضعه - عليه الصلاة والسلام - وهو ﷺ سيد المتواضعين، والله أمره فقال: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر:٨٨]، وقال في وصف المؤمنين: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة:٥٤]، ويقول ﷺ: «ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله»، ويقول ﷺ: «إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا، حتى لا يبغي أحدٌ على أحدٍ، ولا يفخر أحدٌ على أحدٍ»، ويقول - جلَّ وعلا -: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:١٣].
رزق الله الجميع التوفيق والهداية.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصل الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الحديث يتعلق بالتواضع وخفض الجناح للمؤمنين، وأنه ينبغي لولاة الأمور والعلماء وخواصّ الناس أن يلينوا، وأن يتواضعوا، وألا يتكبّروا؛ لأنَّ من خُلُق المؤمن خفض الجناح، كما قال تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر:٨٨]، وقال ﷺ: «ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه»، ويقول: «إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا، حتى لا يبغي أحدٌ على أحدٍ، ولا يفخر أحدٌ على أحدٍ».
ولهذا كان ﷺ يذهب مع المرأة في حاجتها حتى يقضيها إذا دعت الحاجةُ إلى ذلك، فمن تواضعه أنه يقضي حاجة المرأة والغريب وغيرهما إذا دعت الحاجةُ إلى أن يتولى ذلك بنفسه - عليه الصلاة والسلام - وهذا من تواضعه - عليه الصلاة والسلام - وقد يأمر بعض أصحابه بأن يقضوها.
والحاصل أنه ﷺ كان يتواضع في قضاء حاجات الرعية، ويحتسب الأجر في ذلك؛ ليتأسَّى به أصحابه؛ لأنَّ الرسول ﷺ هو الأسوة، فالله يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:٢١].
ومن هذا: هذا الجاهل الذي جاء ليسأل، فنزل ﷺ من منبره، وجلس على كرسيٍّ وعلَّمه ما كان يجهل، ثم رجع فأتم خطبته، فهذا كله من التواضع في تعليم الناس وإرشادهم.
ومن ذلك أنه كان في مهنة أهله في بيته، لا يتكبر على أهله، بل يقضي حاجة أهله: فتح باب، إصلاح باب، إصلاح شيء في البيت، كان يفعل - عليه الصلاة والسلام - ما يحتاجه أهل البيت.
كل هذا من تواضعه - عليه الصلاة والسلام - وهو ﷺ سيد المتواضعين، والله أمره فقال: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر:٨٨]، وقال في وصف المؤمنين: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة:٥٤]، ويقول ﷺ: «ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله»، ويقول ﷺ: «إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا، حتى لا يبغي أحدٌ على أحدٍ، ولا يفخر أحدٌ على أحدٍ»، ويقول - جلَّ وعلا -: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:١٣].
رزق الله الجميع التوفيق والهداية.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
