شرح حديث/ إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس

شرح حديث/ إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس
المؤلف احمد خليل
تاريخ النشر
آخر تحديث

كتاب العلم: باب فضل العلم علما وتعليما لله

الدرر السنية

شرح - حديث - إن - الله - لا - يقبض - العلم - انتزاعا - ينتزعه - من - الناس

شرح حديث/ إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس


أحاديث رياض الصالحين: باب فضل العلم علما وتعليما لله.

١٤٠٠- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْن عَمْروِ بْن الْعَاصٍ رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعَتْ رَسُولُ اللهِ  يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمُ اِنْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنَّ يَقْبِضُ الْعِلْمُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالَمَا، اِتَّخَذَ النَّاسُ رؤوسا جهالا فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَّلُوا وَأَضَلُّوا» [١] مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

 

الشرح:

يُخبِرُنا النَّبيُّ  أنَّ اللهَ لا يرفَعُ العلمَ مِن النَّاس بإزالتِه مِن قلوبِ العلماء ومحوِه مِن صدورهم، ولكن يقبِضُ العلمَ بقَبْض العلماءِ، أي: موتِهم، حتَّى إذا لم يُبْقِ عالِمًا ومات أهلُ العلمِ الحقيقيِّ، ووصَل الجهلاءُ إلى المراكزِ العِلميَّةِ الَّتي لا يستحقُّونها؛ مِن تدريسٍ وإفتاءٍ ونحوه، وجعَل النَّاسُ منهم علماءَ يسألونهم فيُفتونَ بغير علمٍ لجهلِهم، فأحَلُّوا الحرامَ، وحرَّموا الحلالَ، فضَلُّوا في ذاتِ أنفسِهم عن الحقِّ، وأضلُّوا مِن اتَّبَعهم وأخَذ بفتواهم مِن عامَّةِ النَّاس.


في هذا الحديثِ: الحثُّ على تعلُّمِ العلمِ وحفظِه؛ فإنَّه لا يُرفَعُ إلَّا بقبضِ العلماء.
وفيه: التَّحذيرُ مِن ترئيسِ الجهَلةِ.
وفيه: أنَّ الفتوى هي الرِّياسةُ الحقيقيَّةُ، وذمُّ مَن يُقدِمُ عليها بغيرِ علمٍ.
وفيه: تحذيرُ ولاةِ الأمورِ مِن تعيينِ الجُهَلاءِ في المناصبِ الدِّينيَّة.

 

[١] صحيح البخاري: (١٠٠)، مسلم: (٢٦٧٣).


الْحمْد لِلَّه ربِّ الْعالمين

اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم

تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال

تعليقات

عدد التعليقات : 0