كتاب
العلم: باب فضل العلم علما وتعليما لله
شرح
العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
أحاديث رياض الصالحين: باب فضل
العلم علما وتعليما لله.
١٣٩٠- وعنْ أَبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ، أنَّ رسُول اللَّه ﷺ، قالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدىً كانَ لهُ مِنَ الأجْر مِثلُ أُجورِ
منْ تَبِعهُ لاَ ينْقُصُ ذلكَ مِنْ أُجُورِهِم شَيْئًا» [١] رواهُ مسلمٌ.
الشيخ:
الحمد لله، وصل الله وسلم على رسول الله،
وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذا الحديث فيه الحث على العلم، وتبليغه
الناس وتخليده وراءه لمن يستفيد منه، يقول عليه الصلاة والسلام: من دل على خير فله
مثل أجر فاعله، وهذا فيه فضل عظيم، يكون لك مثل أجور من عمل بعلمك إذا دللته على
الخير، فالرسل عليهم الصلاة والسلام، لهم مثل أتباعهم، مثل أجور أتباعهم؛ لأنهم
دلوهم على الخير، وهكذا نبينا ﷺ له
مثل أجور أمته؛ لأنه دلها وأرشدها إلى الخير عليه الصلاة والسلام، فيكون له مثل
أجورها، وهكذا كل عالم وطالب علم أرشد إلى خير، كل مؤمن أرشد إلى خير يكون مثل
أجره له، مثل أجر من هداه، واحد عاق لوالديه فنصحه حتى بر بوالديه يكون له مثل
أجره، ورجل يشرب الخمر فنصحه حتى هداه الله له مثل أجره، ورجل يتهاون بالصلاة
فنصحه فحافظ عليها يكون له مثل أجره، وهكذا بقية الأعمال، وتقدم في حديث عليّ رضي
الله عنه، يقول النبي ﷺ: «فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا واحِدًا،
خَيْرٌ لكَ مِن حُمْرُ النَّعَمِ» [٢]، فالمؤمن يجتهد في إيصال الخير إلى
غيره، والدلالة على الخير بالآيات والأحاديث والكلام الطيب والأسلوب الحسن، والله
يؤجره ويعطيه مثل أجور من قبل منه. وفق الله الجميع.
[١] صحيح مسلم: (٢٦٧٤).
[٢] أخرجه البخاري: (٤٢١٠)، ومسلم: (٢٤٠٦)
باختلاف يسير.
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا
ومنْكم صَالِح الأعْمال
