كتاب
الجهاد: باب فضل السماحة في البيع والشراء
شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن
عبد الله بن باز
شرح حديث / اشترى منه بعيرا فوزن له فأرجحه
أحاديث رياض الصالحين: باب فضل السماحة في البيع والشراء
١٣٨١ - وعنْ أَبي هُريرَةَ - رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: «مَنْ أَنْظَر مُعْسِرًا
أوْ وَضَعَ لَهُ، أظلَّهُ اللَّه يَوْمَ القِيامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ
لا ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ» رواهُ الترمذيُّ وقَال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
١٣٨٢ - وَعَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، اِشْتَرَى مِنْهُ بَعيرًا، فَوَزْنٌ لَهُ، فَأُرَجِّحُهُ. متفق عليه.
١٣٨٣ - وَعَنْ أَبِي صَفْوَانُ سويد بْن قِيسَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: جَلَّبَتْ أَنَا وَمُحَرَّمَةَ الْعَبْدِيِّ بَزَّا مِنْ هَجْرٍ، فَجَاءَنَا النَّبِيُّ ﷺ، فَسَاوَمَنَا بِسَرَاوِيلِ، وَعُنَّدِيَّ وَزَانٍ يَزِنُ بِالْأَجْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِلْوُزَّانِ: «زِنْ وَأُرَجِّحُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدٍ، وَالتِّرْمِذِيِّ وَقَالٍ: حَديثُ حُسْنِ صَحِيحِ.
١٣٨٢ - وَعَنْ جَابِرٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، اِشْتَرَى مِنْهُ بَعيرًا، فَوَزْنٌ لَهُ، فَأُرَجِّحُهُ. متفق عليه.
١٣٨٣ - وَعَنْ أَبِي صَفْوَانُ سويد بْن قِيسَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: جَلَّبَتْ أَنَا وَمُحَرَّمَةَ الْعَبْدِيِّ بَزَّا مِنْ هَجْرٍ، فَجَاءَنَا النَّبِيُّ ﷺ، فَسَاوَمَنَا بِسَرَاوِيلِ، وَعُنَّدِيَّ وَزَانٍ يَزِنُ بِالْأَجْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِلْوُزَّانِ: «زِنْ وَأُرَجِّحُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدٍ، وَالتِّرْمِذِيِّ وَقَالٍ: حَديثُ حُسْنِ صَحِيحِ.
الشيخ:
الحمد
لله، وصل الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما
بعد:
فهذه
الأحاديث الثلاثة كالتي قبلها في الحث على التيسير والتسهيل وحسن القضاء في
المعاملات، تقدم قوله ﷺ:
رحم الله امرأ سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى، وقول الرسول ﷺ: من يسر على معسر يسر
الله عليه في الدنيا والآخرة، وقصة الذي كان يعامل الناس فيقول لعامله وكتابه
وموظفيه: تجاوزوا عن المعسر ويسروا على الموسر، فقال الله جل وعلا: نحن أولى بهذا
منك فتجاوز الله عنه، وتقدم قوله ﷺ: من سره أن ينجيه الله
من كرب يوم القيامة فلينفس عن المعسر أو ليضع عنه، وهذه الأحاديث، يقول ﷺ: من أنظر معسرا أو وضع
له، أظله الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، فإنظار المعسرين والتيسير عليهم مما يحبه
الله، ويجب الإنظار إذا أعسر لقوله - جل وعلا-: {وَإِنْ
كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280]
فالإنظار متعين والصدقة مستحبة إذا وضع عنه بعض الشيء أو سامحه الدين كله هذا صدقة
مأجور صاحبها، ولما اشترى من جابر بن عبدالله بعيرا في بعض أسفاره - عليه الصلاة
والسلام - اشترط عليه جابر أن يبقى على ظهره حتى يصل المدينة، فوافق النبي ﷺ، فلما وصل المدينة جاء
بالبعير إلى النبي ﷺ
فأناخه عند المسجد، فوزن له النبي ﷺ الثمن وأرجح له، هذا
فيه دلالة على حسن القضاء، وزن له وأرجح، هذا من حسن القضاء ثم أعطاه البعير أيضًا
قال: خذ جملك ودراهمك فأعطاه الجمل الذي شراه منه وأعطاه الثمن جميعا - عليه
الصلاة والسلام - فرجع جابر بالجمل والثمن جميعا، هذا فيه حسن القضاء، كون الإنسان
يعامل عماله بالتيسير وحسن القضاء ومساعدتهم إذا كانوا فقراء معسرين هذا من مكارم
الأخلاق ومن محاسن الأعمال.
كذلك قصة أبي صفوان سويد لما جلب البز واشترى منه النبي ﷺ قال لوزانه: زن وأرجح حثه على
الإرجاح، وأن يكون سخيا لا متعنتا يزن ويرجح فيما يبيع من الموزونات، فحث الوزانين
والكيالين على الوفاء لقوله - جل وعلا-: {وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ
وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين:
1-3]، فيوصى الكيال والوزان بالإرجاح والتحفظ وعدم البخس وفق الله الجميع.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
