شرح حديث / للمملوك الذي يحسن عبادة ربه
كتاب الجهاد: باب فضل المملوك الذي يؤدي حق الله وحق مواليه
شرح
العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
شرح حديث / للمملوك الذي يحسن عبادة ربه
أحاديث رياض الصالحين: باب فضل المملوك الذي يؤدي حق
الله وحق مواليه
١٣٧٠ - عَن ابن عُمَرَ - رضي
اللَّه عَنْهُما - أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ
قالَ: «إنَّ العَبْد إِذَا نَصحَ لِسيِّدِهِ،
وَأَحْسَنَ عِبادةَ اللَّهِ، فَلَهُ أَجْرُهُ مرَّتيْنِ» متفقٌ عليه.
١٣٧١ - وعَنْ أبي
هُريرَةَ –
رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«للعبدِ الممْلُوكِ المُصْلحِ أَجْرَانِ»،
والَّذِي نَفسُ أَبي هُرَيرَة بيَدِهِ لَوْلا الجهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ،
والحَجُّ، وبِرُّ أُمِّي، لأحْببتُ أنْ أمُوتَ وأنَا ممْلوكٌ. متفقٌ عليهِ.
١٣٧٢ - وعَنْ أَبي
مُوسَى الأَشْعَرِيِّ –
رضي الله عنه - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«للممْلُوكُ الَّذِي يُحْسِنُ عِبَادَةَ رَبِّهِ،
وَيُؤدِّي إِلَى سَيِّدِهِ الذي عليهِ مِنَ الحقِّ، والنَّصِيحَةِ، والطَّاعَةِ،
له أجْرَانِ» رواهُ البخاريُّ.
١٣٧٣ - وعَنْ أَبي
مُوسَى الأَشْعَرِيِّ –
رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«ثلاثةٌ لهُمْ أَجْرانِ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
الكِتَابِ آمَنَ بنبيَّه وآمنَ بمُحَمدٍ ﷺ، والعبْدُ المَمْلُوكُ إِذَا أدَّى حقَّ اللَّهِ، وَحقَّ
مَوَالِيهِ، وَرَجُل كانَتْ لَهُ أَمةٌ فَأَدَّبها فَأحْسَنَ تَأْدِيبَها،
وَعلَّمها فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَها، ثُمَّ أَعْتقَهَا فَتَزَوَّجَهَا، فَلَهُ
أَجْرَان» متفقٌ عَليهِ.
الشيخ:
الحمد
لله، وصل الله وسلم على رسول الله، وعلى آل وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما
بعد:
فهذه
الأحاديث تتعلق بفضل المملوك الذي يؤدي حق الله وحق سيده، الملك يقع في بني آدم
بالسبي وبالتوارث والبيع والشراء، فإذا أدى العبد حق ربه ونصح لسيده أعطاه الله
أجره مرتين كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة، وهذا هو الواجب على العبد أن يتقي الله
وأن ينصح لسيده ويؤدي حقه مع القيام بحق الله الذي فرضه الله عليه، فإذا فعل ذلك
صار له أجره مضاعف، أجره مرتين لنصحه لله ونصحه لسيده، ومن ذلك الحديث الأخير:
ثلاثة يعطون أجرهم مرتين، يقول ﷺ: «ثلاثة يعطون أجرهم مرتين رجل آمن بنبيه ورسوله الذي قبلي ثم
آمن بي مثل اليهودي والنصراني»، لما بعث الله محمدا ﷺ آمنوا به مع إيمانهم بما سبق من رسالة موسى ورسالة
عيسى - عليه الصلاة والسلام - يعطون أجرهم مرتين، وهكذا العبد الذي يؤدي حق الله
ويؤدي حق مواليه يعطى أجره مرتين، وهكذا الرجل يشتري الجارية ويعلمها ويؤدبها
ويحسن تأدبيها ثم يعتقها ويتزوجها له أجره مرتين، أجره على تعليمها وتوجيهها
والإحسان إليها، وأجر على عتقه لها وتزوجه بها، والعتق من أفضل القربات، يقول ﷺ: «أي امرئ مسلم أعتق
امرئ مسلما كان له فكاكه من النار» وفي اللفظ الآخر: أعتقه الله به من
النار حتى فرجه بفرجه وأصل الرق في الجهاد حين يسبي المسلمون نساء الكفار
وذرياتهم، يكون العتق يكون أرقاء غنيمة، وهكذا الأسرى إذا استرقهم ولي الأمر رأى
استرقاقهم توزيعهم تبع المغانم صاروا أرقاء، وهم قد يباعون يشتريهم الناس فيحصل
الملك بالشراء وبالتوارث، أما ما قد يفعله بعض الناس من السرقة، سرقة أولاد الناس
وبيعهم هذا منكر عظيم، بيع الحر من أكبر الكبائر، النبي ﷺ
يقول: «يقول الله جل وعلا: ثلاثة أنا خصمهم يوم
القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى
منه ولم يعطه أجره»، هؤلاء قد أتوا بجريمة ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة الغادر
الذي يغدر يعطي العهود ويغدر، والذي يبيع الأحرار نعوذ بالله، والذي يستأجر ولا
يعطي الأجير حقه الذي أوجبه الله له، لظلمه وعدوانه يكون الله خصمه، ومن كان الله
خصمه فهو مفلوج، فالواجب الحذر، ويلحق بهذا الخدم الذي يستخدمون الناس بالأجرة إذا
ظلمهم يخشى عليه من هذا الأمر العظيم، يكون خصمه الله يوم القيامة كونه يستأجرهم
ويستخدمهم ولا يعطيهم حقوقهم، نسأل الله العافية. وفق الله الجميع.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / للمملوك الذي يحسن عبادة ربه
Reviewed by احمد خليل
on
12:15:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: