شرح حديث / من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة
كتاب الفضائل - باب أمر الصائم بحفظ لسانه
وجوارحه عن المخالفات والمشاتمة ونحوها
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه
الله
شرح حديث / من لم يدع قول
الزور والعمل به فليس لله حاجة
باب أمر الصائم بحفظ لسانه وجوارحه عن المخالفات والمشاتمة
ونحوها الحديث رقم: ١٢٤٨-١٢٤٩
١٢٤٨ - عن أبي هريرة -
رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا كان يوم
صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه
أحد، أو قاتله، فليقل: إني صائم» متفق عليه.
١٢٤٩ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه -
قال: قال النبي ﷺ: «من لم
يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» رواه
البخاري.
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - في
كتابه (رياض الصالحين) باب أمر الصائم بحفظ لسانه وجوارحه.
والمراد بذلك أنه يجب على الصائم أن
يتجنب كل قول محرم، وكل فعل محرم لأن الله تعالى إنما فرض الصيام من أجل التقوى.
كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ١٨٣] أي: من أجل أن تتقوا
الله - عز وجل - وتجتنبوا محارمه، ولا يريد الله من عباده أن يضيق عليهم بترك
الأكل، والشرب، والجماع، ولكن يريد أن يمتثلوا أمره، ويجتنبوا نواهيه حتى يكون
الصيام مدرسة يتعودون فيها على ترك المحرمات، وعلى القيام بالواجبات وإذا كان شهر
كامل يمر بالإنسان وهو محافظ على دينه تارك للمحرم قائم بالواجب فإن ذلك سوف يغير
من مجرى حياته.
ولهذا بين الله الحكمة من ذلك بأنها
التقوى وقال النبي ﷺ: «إذا
كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق» يعني: لا يفعل فعلا محرما، ولا يقول
قولا محرما فإن سابه أحد يعني: صار يعيبه ويشتمه.
«أو قاتله»
فليقل: «إني صائم» حتى يدفع عن نفسه العجز عن
المدافعة ويبين لصاحبه أنه لولا الصيام لقابلتك بمثل ما فعلت بي، فيبقى عزيزا لا
ذليلا لكنه ذل لعبودية الله تعالى وطاعة الله، وكذلك قال ﷺ: «من لم يدع قول الزور» يعني:
قول المحرم، والعمل به أي بالمحرم، والجهل كما في لفظ آخر يعني: العدوان على الناس
فليس لله حاجة في أن يدع طعامه، وشرابه، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه، وشرابه،
لأن الله تعالى إنما أوجب الصيام لأهم شيء وهو ترك المحرمات، والقيام بالواجبات
والله الموفق.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة
Reviewed by احمد خليل
on
2:01:00 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: