شرح حديث / رب قني عذابك
كتاب
الفضائل - باب
فضل الصف الأول والأمر بإتمام الصفوف الأول وتسويتها والتراص فيها
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن
عثيمين رحمه الله
باب
فضل الصف الأول والأمر بإتمام الصفوف الأول وتسويتها والتراص فيها الحديث رقم 1100 -1101-
1102 -1103
1100 - عن أنس - رضي الله
عنه - أن رسول الله ﷺ قال: «أتموا الصف المقدم، ثم الذي يليه، فما كان من نقص فليكن في الصف
المؤخر» رواه أبو داود بإسناد حسن.
1101 - عن عائشة - رضي
الله عنها - قالت: قال: رسول الله ﷺ: «إن الله وملائكته يصلون
على ميامن الصفوف» رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم، وفيه رجل مختلف في توثيقه.
1102 - وعن البراء - رضي
الله عنه - قال: كنا إذا صلينا خلف رسول الله ﷺ أحببنا أن نكون عن
يمينه، يقبل علينا بوجهه، فسمعته يقول: «رب قني عذابك يوم تبعث
-أو تجمع -عبادك» رواه مسلم.
1103 - وعن أبي هريرة -
رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: «وسطوا الإمام، وسدوا الخلل» رواه أبو داود.
الشرح
هذه
الأحاديث في بيان الصفوف الأول وقد سبق أن النبي ﷺ
أمر بأن يكمل الصف الأول فالأول وأخبر أن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول
وفي حديث أنس بن مالك الذي نقله المؤلف في هذا الباب أن النبي ﷺ أمر أن نبدأ بالصف المقدم فالمقدم وما كان من نقص
فليكن بالمؤخرة يعني أمرهم أن يتموا الصفوف الأول فالأول وما كان من نقص فليكن في
الصف المؤخر وهذا يدل على أن من وقف في الثاني قبل تمام الأول ولو كان معه غيره
فإنه لم يصب السنة بل السنة ألا يكون أحد في الثاني حتى يتم الأول ولا في الثالث
حتى يتم الثاني. إلخ.
هذه
هي السنة وفي الأحاديث التي ذكرها المؤلف هنا أن النبي ﷺ
قال: إن الله وملائكته يصلون على ميامين الصفوف لكن هذا الحديث فيه رجل مختلف في
توثيقه وعلى هذا فيكون ضعيفا وإن كان على شرط مسلم من حيث الإسناد لكن إذا كان فيه
رجل مختلف بتوثيقه فليكن ضعيفا أما الحديث الأخير فالنبي ﷺ
أمر أن يوسط الإمام فقال وسطوا الإمام يعني اجعلوه وسطا وهذا هو العدل ولهذا لما
كان في أول الهجرة وكان الناس يصفون إذا كانوا ثلاثة صفا واحدا كان مشروعا أن
الإمام يكون بينهم لا يكون متطرفا من حيث اليسار بل يكون بينهم فدل ذلك على أن
توسيط الإمام له أهمية به نعرف أن ما يفعله بعض الناس الآن تجدهم يكملون الصف
يمينا والأيسر ليس فيه إلا القليل هذا خلاف السنة. السنة أن يكون اليمين واليسار
متقاربين فإذا تساويا فهنا نقول الأيمن أفضل فإن زاد رجل أو رجلان في الأيمن فلا
بأس أما أن يكون الأيمن تاما والأيسر ليس فيه إلا قليل فهذا خلاف السنة لأنه ليس
فيه توسيط الإمام وقد عرفتم أن الحديث الذي فيه إن الله وملائكته يصلون على ميامين
الصفوف فيه رجل قد اختلف في توثيقه.
والله
أعلم.
الحمد لله رب العالمين
تحقيق
رياض الصالحين للألباني
١١٠١
- (شاذ)
عن
عائشة - رضي الله عنها - قات: قال رسول الله ﷺ: «إن
الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف» رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم
وفيه رجل مختلف في توثيقه.
قلت:
هو أسامة بن زيد الليثي ولكن الذي استقر عليه رأي المحققين من العلماء النقاد أنه
حسن الحديث إذا لم يخالف ولذلك حسن حديثه هذا الجمع من الحفاظ إلا أنه بهذا اللفظ
شاذ أو منكر لأته تفرد به - دون سائر الثقات - معاوية بن هشام وفيه: ضعف من قبل
حفظه. والمحفوظ - كما قال البيهقي - إنما هو بلفظ: ". . . على الذي يصلون
الصفوف " كما ذكرته في تعليقي على (المشكاة) رقم (1096) وبينته في كتابي
(ضعيف أبي داود) رقم (153) و(صحيح أبي داود) رقم (680) [410].
١١٠٣ - (ضعيف)
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: «وسطوا الإمام وسدوا الخلل» رواه أبو داود.
قلت: في
إسناده مجهولان كما بينته في (ضعيف أبي داود) رقم (105) لكن الشطر الثاني منه له
شواهد من حديث ابن عمر وهو عند المصنف مصححا كما سبق برقم (1098) [411].
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل
الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / رب قني عذابك
Reviewed by احمد خليل
on
10:37:00 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: