كتاب
الفضائل: باب فضل صلاة الجماعة
شرح
العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
شرح
حديث/ ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة
أحاديث
رياض الصالحين: باب فضل صلاة الجماعة.
١٠٧٧
- وَعَنْ أَبِي اَلدَّرْدَاءْ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ-
قَالَ: سُمِعَتْ رَسُولَ اَللَّهِ ﷺ يَقُول: «مَا مِنْ
ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلاَ بَدْو لا تُقَامُ فِيهِمْ اَلصَّلَاةُ إِلَّا قَدْ
اِسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ اَلشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا
يَأْكُلُ اَلذِّئْبُ مِنْ اَلْغَنَمِ اَلْقَاصِيَةِ» رواه أبو داود بإِسناد حسن.
الشيخ:
الحمد
لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما
بعد:
فهذا
الحديث يتعلق بالجماعة وفضل الجماعة، والجماعة واجبة على الرجال المكلفين، يجب
عليهم أن يصلوا في جماعة في مساجد الله، أما النساء فالسنة لهن الصلاة في البيت
وهو الأفضل لهن، والواجب على الجميع العناية بذلك وأن يحافظوا على الوقت وعلى
الطمأنينة والخشوع في الصلاة وأدائها كما شرع الله.
قال
تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ
هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ١-٢] إلى أن قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٩)
أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ} [المؤمنون: ٩-١١] فالواجب على جميع المكلفين من الرجال أن يصلوها
في جماعة في بيوت الله في المساجد، وأن يحافظوا عليها طاعة لله سبحانه، وتعظيما
لأمره، وحذرا من مشابهة أهل النفاق، وحذرا من تركها أيضا؛ فإن الصلاة في البيت
وسيلة إلى الترك، ولهذا حرم الله ذلك.
يقول
النبي ﷺ: "من سمع النداء فلم يأت فلا
صلاة له إلا من عذر" قيل لابن عباس: ما هو العذر؟ قال: خوف أو مرض. وجاءه رجل
أعمى فقال: يا رسول الله ليس لي قائد يقودوني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي
في بيتي؟ فقال ﷺ: "هل تسمع النداء بالصلاة؟"
قال: نعم، قال: "فأجب" وفي لفظ: "هل تسمع حي على الصلاة حي على
الفلاح؟" قال: نعم. قال: "فحيهلا".
وفي
حديث أبي الدرداء يقول ﷺ: "ما من ثلاثة في قرية أو بدو
لا تقام الصلاة في الجماعة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فإنما يأكل الذئب من الغنم
القاصية"، يعني: الخطر على من ترك الجماعة وانفرد فهو عليه الخطر من الشيطان
أكثر، فالواجب على المؤمن أن يحرص على أداء الصلاة في جماعة وألا يتخلف عن إخوانه
في بدو ولا في حضر.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال