شرح حديث/ لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا
الأربعين النووية
شرح العلامة الشيخ عبد
العزيز بن عبد الله بن باز
الحديث الحادي والأربعون: اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
عَنْ
أَبِيْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بِنِ عمْرِو بْنِ العَاصِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَواهُ تَبَعَاً
لِمَا جِئْتُ بِهِ» حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحِيْحٌ، ورَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ "الحُجَّةِ"
بِإِسْنَادٍ صَحِيْحٍ.
الشرح:
اَلحدِيث
الحادي والْأرْبعون: عن عَبْد اَللَّه اِبْن عَمرُو -رَضِي اَللَّه عَنهُما- أنَّ
اَلنبِي ﷺ
قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَواهُ
تَبَعَاً لِمَا جِئْتُ بِهِ»؛ أيٌّ: لاَ يَتِم إِيمَان العبْد حَتَّى
يَكُون هَوَاه تبعًا لِمَا جاء بِه اَلنبِي ﷺ، أَمَّا إِذَا كان
يَهوَى الزِّنى، ويفْعل المعاصي يَكُون إِيمانه ناقصًا، وَكذَلِك إِنَّ كان يَهوَى
الغيْبة أو النَّميمة، أو يفْعلهَا، فلَا يَكُون إِيمانه كاملا حَتَّى يَكُون
هَوَاه وميْله تبعًا لِمَا جاء بِه ﷺ، وَإذَا تَابِع العبْد
هَوَاه، وَأَطاع الشَّيْطان فَهذَا نَقْص فِي الإيمان، وَهذَا النَّقْص قد
يَرتَقِي بِه إِلى اَلكُفر، فَإذَا وَافَق هَوَاه فِي عِبادة غَيْر اَللَّه، أو
فِي الاسْتهْزاء بِالدِّين أو سَبِّه، أو اِستحَل مَا حرم اَللَّه؛ اِنتقَل إِلى
اَلكُفر، وَصَار مُرْتدًّا عن الإسْلام -نَسأَل اَللَّه العافية-.
فَيجِب
على اَلمُؤمن أنَّ لاَ يَكُون لَه خِيَار إِذَا قضى اَللَّه وَرسُوله أمْرًا؛ بل
يَنْقاد ويسلِّم، قال تَعالَى: {وَمَا كَانَ
لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ
لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: ٣٦]، وفق الله الجميع.
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن
المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح
الأعمال
ليست هناك تعليقات: