شرح حديث / ما منكن من امرأة تقدم ثلاثة من الولد
كتاب
عيادة المريض: باب فضل من مات له أولاد صغار
شرح
العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح
حديث / ما منكن من امرأة تقدم ثلاثة من الولد
أحاديث
رياض الصالحين: كتاب عيادة المريض: باب فضل من مات له أولاد صغار
٩٥٩
- وعن أنسٍ -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَال رَسولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ مُسلِمٍ يَمُوتُ لَهُ ثلاثَةٌ لَمْ يَبْلُغُوا
الحِنْثَ إِلَّا أدخلَهُ اللَّهُ الجنَّةَ بِفَضْل رَحْمَتِهِ إيَّاهُمْ»
متفقٌ عَلَيْهِ.
٩٦٠
- وعن أَبي هُرَيْرَةَ -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا يَمُوتُ لأِحَدٍ مِنَ المُسْلِمِينَ ثَلاثةٌ مِنَ
الوَلَدِ لا تمَسُّهُ النَّارُ إِلَّا تَحِلَّةَ القَسَم» متفقٌ عليه.
«وتَحِلَّةَ
القَسَم» قول الله تعالى: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا
وَارِدُهَا} والورود: هو العبور على الصراط، وهو جسر منصوب على ظهر جهنم.
عافانا الله منها.
٩٦١
- وعن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: جَاءَتِ امرأَةٌ
إِلي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الرِّجالُ بحَدِيثِكَ، فاجْعَلْ لَنَا
مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّه،
قَالَ: «اجْتَمِعْنَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا»،
فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ النبيُّ ﷺ فَعَلَّمَهنَّ مِمَّا
علَّمَهُ اللَّه، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُنَّ مِن امْرَأَةٍ
تُقَدِّمُ ثَلاثةً منَ الوَلَدِ إِلَّا كانُوا لهَا حِجَابًا منَ النَّار»،
فَقالتِ امْرَأَةٌ: وَاثنينِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: «وَاثْنَيْن» متفقٌ عَلَيْهِ.
الشرح:
قال
المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه رياض الصالحين باب فضل من مات له أولاد صغار،
يعني: باب الفضل الذي يعطاه من مات له أولاد صغار، يعني: فاحتسب الأجر من الله -عز
وجل- وصبر.
ثم
ذكر حديث أنس وأبي هريرة وأبي سعيد، وكلها تدل على فضل ذلك أن الإنسان إذا مات له
أولاد صغار لم يبلغوا الحنث، يعني: لم يبلغوا فإنهم يكونون له سترا من النار بفضل
رحمته إياهم؛ لأن هؤلاء الأولاد الصغار هم محل الرحمة فالأولاد إذا كبروا استقلوا
بأنفسهم ولم يكن عند والدهم من الرحمة لهم كالرحمة التي عنده للأولاد الصغار وإذا
كان له أولاد صغار وماتوا واحتسب الأجر من الله وهم ثلاثة فإنهم يكونون له سترا من
النار فلا تمسهم النار إلا تحلة القسم.
يريد
بتحلة القسم قوله تعالى: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا
وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ
اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: ٧١-٧٢]، وفي
حديث أبي سعيد الخدري في اجتماع النساء حتى أتى إليهن النبي ﷺ فعلمهن مما علمه الله،
وأخبرهن أنه ما من امرأة يموت لها ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا لم تمسه
النار إلا تحلة القسم، فقالت امرأة: واثنين، فقال: واثنين، وعلى هذا فيكون ذلك من
فضل الله أيضا أنه إذا مات للإنسان اثنان من الولد ذكورا أو إناثا ثم صبر واحتسب
كان ذلك له حجابا من النار والله الموفق.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: