أحاديث رياض الصالحين: باب استحباب
الذّهاب إلى العيد وعيادة المريض والحجّ والغزو والجنازة ونحوها من طريقٍ والرجوع
من طريقٍ آخر؛ لتكثير مواضع العبادة.
٧٢٣- عن جابرٍ رضي الله عنه، قَالَ: كانَ النبيُّ ﷺ إِذا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ. [١]
رواه البخاري.
قوله: "خَالَفَ الطَّرِيقَ"
يعني: ذهب في طريق ورجع في طريق آخر.
٧٢٤- وعنِ ابنِ عُمَرَ رضي اللَّه عنهما،
أَن رَسُول اللَّه ﷺ كانَ يَخْرُجُ مِنْ
طَرِيقِ الشَّجَرَةِ، وَيَدْخُلُ مِنْ طَريقِ المُعَرَّسِ، وإِذَا دَخَلَ مَكَّةَ
دَخَلَ مِنَ الثَّنِيَّة العُليَا، وَيَخْرُجُ مِنَ الثَّنِيَّة السُّفْلَى. [٢]
متفقٌ عَلَيْهِ.
الشرح:
وفي الباب والأحاديث دلالة على شرعية
الخروج للعبادة من طريق، والرجوع من طريقٍ آخر: كالمسجد وصلاة العيد والحج
والعمرة، فكان يخرج من طريقٍ، ويرجع من طريقٍ؛ لتكثير الخُطا والشَّواهد من
البقاع، فإنَّ البقاع التي يمرّ بها في هذه العبادة تشهد له، وقال بعضُهم: لإظهار
شعائر الإسلام، وقيل: للسَّلام على أهل الطَّريقين.
فالمقصود أنه يُشرع أن يذهب مثلًا لصلاة
الفريضة أو صلاة العيد أو الحجّ من طريقٍ، ويرجع من طريقٍ آخر.
وفَّق الله الجميع.
[١] صحيح البخاري: (٩٨٦).
[٢] صحيح البخاري: (١٥٣٣)، مسلم: (١٢٥٧).
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ
اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل
اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال