شرح حديث/ إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها - الأربعين النووية
شرح العلامة الشيخ عبد
العزيز بن عبد الله بن باز
شرح حديث/ إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها -
الأربعين النووية
الحديث الثلاثون: الوقوف عند حدود الشرع.
عَنْ أَبِيْ ثَعْلَبَةَ
الخُشَنِيِّ جُرثُومِ بنِ نَاشِرٍ -رضي الله عنه- عَن رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ
اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلا تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ حُدُودَاً فَلا تَعْتَدُوهَا
وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلا تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً
لَكُمْ غَيْرَ نِسْيَان،ٍ فَلا تَبْحَثُوا عَنْهَا» حديث حسن رواه الدار
قطني، وغيره [١].
الشرح:
اَلحدِيث
الثَّلاثون: عن أَبِي ثَعلبَة اَلخُشني -رَضِي اَللَّه عَنْه- أنَّ اَلنبِي ﷺ قَالَ: «إِنَّ
اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلا تُضَيِّعُوهَا»، اَللَّه جلَّ وَعلَا فَرْض
فَرائِض، وألْزم بِفعْلِهَا قال تَعالَى: {أَطِيعُوا
اَللَّهَ وَأَطِيعُوا اَلرَّسُولَ} [النساء: ٥٩]، وقال: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}
[البقرة: ٤٣]، إِلى غَيْر هذَا.
«وَحَدَّ حُدُودَاً فَلا تَعْتَدُوهَا»، حدُّ
حُدودًا، فلَا يَجُوز اِعْتداؤهَا، قال تَعالَى: {تِلْكَ
حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا} [النساء: ٢٢٩]، على مَا بَيَّنَ
سُبْحانه، فلَا تَعدَّى اَلحُدود فِي الصَّلَاة، ولَا فِي الصَّوْم، ولَا فِي
الزَّكَاة، ولَا فِي اَلحَج، ولَا فِي غَيْر ذَلِك؛ بل يَجِب اَلوُقوف عِنْد
حُدُود اَللَّه، لَا يُزَاد ولَا يَنقُص.
«وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلا تَنْتَهِكُوهَا»، حرم
أَشيَاء، فلَا يَجُوز اِنْتهاكهَا، كالزِّنَا، والْخَمْر وَعقُوق الوالديْنِ،
وَقَطيعَة اَلرحِم، والرِّبَا؛ يَجِب الحذر مِنهَا، لَا يَجُوز اِنْتهاكهَا.
«وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيَان،ٍ
فَلا تَبْحَثُوا عَنْهَا»، سكتَ عن أَشيَاء؛ رَحمَة لَنَا غَيْر نِسْيَان،
فلَا يَنبَغِي البحْث عَنهَا، كمَا قال جُلٌّ وَعلَا: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ
تَسُؤْكُمْ} [المائدة: ١٠١]، الشَّيْء اَلذِي سكتَ اَللَّه عَنْه، ولم
يفْرضْه عليْنَا، ولم يُحَرَّمْه عليْنَا؛ فلَا حَاجَة إِلى البحْث عَنْه، رِزْق
اَللَّه اَلجمِيع التَّوْفيق والْهداية [٢].
[١]
"سنن الدارقطني" (٤٣٩٦)، و"مستدرك الحاكم" (٧١١٤)،
و"المعجم الكبير" للطبراني (٥٨٩)، (٦٧٧)، والحديث ذكره الهيثمي في
"مجمع الزوائد" (١/١٧١)، وقال: "رجاله رجال الصحيح".
[٢]
ينظر: "شرح رياض الصالحين" (٤/٥٩٥).
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن
المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح
الأعمال
ليست هناك تعليقات: