الحديث الثاني عشر/ من حسن إسلام المرء - الأربعين النووية
شرح العلامة الشيخ عبد
العزيز بن عبد الله بن باز
الحديث الثاني عشر/ من حسن إسلام المرء - الأربعين النووية
الحديث الثاني عشر: الاشتغال بما يفيد.
عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ
-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ:
«مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ
يَعْنِيْهِ» حديثٌ حسنٌ، رواه الترمذي وغيره هكذا [١].
الشرح:
الحديث
الثاني عشر: يقول النبي
ﷺ:
«مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ
يَعْنِيْهِ»، مِن حُسْن إِسْلامه، أيٌّ: إِيمانه، اِجتِناب مَا لَا يعْنيه،
مَا لَا يُهمُّه، ولَا تَتَعلَّق بِه مَصْلَحته، هذَا مِن حُسْن إِسلَام المرْء؛
لَا يَدخُل فِيمَا لَا يعْنيه، يَشتَغِل بِمَا يعْنيه، أُمًّا اَلذِي لَا يعْنيه
ولَا يَتَعلَّق بِمصْلحته فلَا يليق بِه الدُّخول فِيه؛ بل يَكُف عَنْه؛ فلَا يَسأَل:
مَا لِفلان؟ أو مَاذَا عِنْد فُلَان؟ بِغَير حَاجَة؛ بل يَعتَنِي بِمَا يعْنيه، وَيكفِيه
مَا يعْنيه فِي مَالِه، فِي أوْلاده، فِي بَيعِه وشرائه، وَيكفِيه عَمَّا لَا
يُهمُّه فِيهَا شُغْل شَاغِل.
فَمِن
كَمَال الإيمان وَمِن حُسْن الإسْلام أنَّ الإنْسان لَا يَدخُل نَفسَه فِي شَيْء
لَيْس لَه تُعلِّق بِه، ولَا مَصْلَحة فِيه؛ بل يكْفيه مَا يَتَعلَّق بِمصْلحته ومنْفعته،
وَأمَّا الشَّيْء اَلذِي لَيْس لَه فِيه مَصْلَحة ولَا مَنْفَعة يَترُك الدُّخول فِيه؛
لِأَنه عَبِث. وَفْق اَللَّه اَلجمِيع.
[١]
سنن الترمذي (٢٣١٧)، وسنن ابن ماجه (٣٩٧٦)، وصحيح ابن حبان (٢٦٨٩).
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن
المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح
الأعمال
ليست هناك تعليقات: