باب الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد
أحاديث رياض الصالحين: باب الوفاء بالعهد
وإنجاز الوعد.
قال الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا}
[الإسراء: ٣٤].
وقال تعالى: {وَأَوْفُوا
بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ} [النحل: ٩١].
وقال تعالى: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: ١].
وقال تعالى: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ
مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ} [الصف: ٢-٣].
الشرح:
قال المؤلف رحمه الله تعالى (باب الوفاء
بالعهد وإنجاز الوعد).
العهد: ما يعاهد الإنسان به غيره وهو
نوعان عهد مع الله عزَّ وجلَّ، فإن الله سبحانه وتعالى، قال في كتابه: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ
ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا
بَلَى شَهِدْنَا} [الأعراف: ١٧٢] فقد أخذ الله العهد على عباده جميعا
أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا؛ لأنه ربهم وخالقهم، وعهد مع عباد الله ومنه العهود
التي تقع بين الناس بين الإنسان وبين أخيه المسلم بين المسلمين، وبين الكفار وغير
ذلك من العهود المعروفة فقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعهد.
فقال عزَّ وجلَّ: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا}،
يعني: أن الوفاء بالعهد مسئول عنه الإنسان يوم القيامة، يسأل عن عهده هل وفى به أم
لا. وقال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا
عَاهَدتُّمْ}، يعني: ولا تخلفوا العهد. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ
تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ}،
والإنسان إذا عاهد ولم يفي فقد قال ما لا يفعل، فمثلا لو قلت لشخص: عاهدتك ألا
أخبر بالسر الذي بيني وبينك أو عاهدتك ألا أخبر بما صنعت في كذا وكذا، ثم نقضت
وأخبرت فهذا من القول بما لا يفعل: {لِمَ تَقُولُونَ
مَا لاَ تَفْعَلُونَ} وقوله: {كَبُرَ مَقْتًا
عِندَ اللهِ}، يعني: كبر بغضا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، فإن الله
يبغض هذا الشيء ويحب الموفين بالعهد إذا عاهدوا. وفق الله الجميع.
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا
ومنْكم صَالِح الأعْمال
ليست هناك تعليقات: