شرح حديث (إن شر الرعاء الحُطمة) - فذكر
باب أمر وُلاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة
عليهم والنهي عن غشهم
والتشديد عليهم وإهمال مصالحهم والغفلة عنهم وعن حوائجهم
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح حديث (إن شر الرعاء الحطمة) - فذكر
أحاديث رياض الصالحين
باب أمر وُلاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة
عليهم الحديث رقم 662 - 663
662 - وعن عائذ بن عمرو - رضي الله عنه - أنهُ دخل على عُبيد الله
بن زياد، فقال له: أي بُني، إني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: " إن شر الرعاء الحُطمة " فإياك أن تكون منهم.
متفق عليه.
663
- وعن أبي مريم الآزدي - رضي الله عنه - أنه قال لمعاوية رضي الله عنه: سمعت رسول
الله ﷺ
يقول: " من ولاه الله شيئًا من أمور المسلمين،
فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم؛ احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة
" فجعل معاوية رجلًا على حوائج الناس. رواه أبو داود والترمذي.
الشَّرْحُ
هذه
الأحاديث في بيان ما يجب على الرعاة لرعيتهم من الحقوق، من ذلك قول النبي ﷺ: " إن شر الرعاء الحطمة " الرعاء: جمع راعٍ.
الحطمة:
الذي يحطم الناس ويشق عليهم ويؤذيهم، فهذا شر الرعاء. وإذا كان هذا شر الرعاء؛ فإن
خير الرعاء اللين السهل، الذي يصل إلى مقصوده دون عنف. فيُستفاد من هذا الحديث
فائدتان:
الفائدة
الأولى: أنه لا يجوز للإنسان الذي ولاّه الله تعالى على أمر من أمور المسلمين أن
يكون عنيفًا عليهم؛ بل يكون رفيقًا بهم.
الفائدة
الثانية: وجوب الرفق بمن ولاه الله عليهم بحيث يرفق بهم في قضاء حوائجهم وغير ذلك،
مع كونه يستعمل الحزم والقوة والنشاط، يعني لا يكون لينًا مع ضعف، ولكن لينًا بحزم
وقوة ونشاط.
وأما
الحديث الثاني: ففيه التحذير من اتخاذ الإنسان الذي يوليه الله تعالى أمرًا من
أمور المسلمين حاجبًا يحول دون خلتهم وفقرهم وحاجتهم، وأن من فعل ذلك فإن الله -
سبحانه وتعالى - يحول بينه وبين حاجته وخلته وفقره.
لما
حُدث معاوية - رضي الله عنه - بهذا الحديث؛ اتخذ رجلًا لحوائج الناس يستقبل الناس
وينظر ما حوائجهم، ثم يرفعها إلى معاوية - رضي الله عنه - بعد أن كان أميرًا
للمؤمنين.
وهكذا
أيضًا، له نوع من الولاية وحاجة الناس إليه؛ فإنه لا ينبغي أن يحتجب دون حوائجهم،
ولكن له أن يرتب أموره بحيث يجعل لهؤلاء وقتًا ولهؤلاء وقتًا، حتى لا تنفرط عليه
الأمور، الله الموفق.
تحقيق
رياض الصالحين للألباني
663
- (صحيح)
وعن
أبي مريم الآزدي - رضي الله عنه - أنه قال لمعاوية رضي الله عنه: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " من ولاه الله شيئًا من أمور المسلمين، فاحتجب دون حاجتهم
وخلتهم وفقرهم؛ احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة " فجعل
معاوية رجلًا على حوائج الناس. رواه أبو داود والترمذي.
قلت: وأحد إسنادي الحديث صحيح كما بينته في (الصحيحة) رقم (629) [286].
شرح حديث (إن شر الرعاء الحُطمة) - فذكر
Reviewed by احمد خليل
on
8:04:00 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: