Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث/ من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة

باب وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية وتحريم طاعتهم في المعصية

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

شرح - حديث – من – خلع – يدا – من – طاعة – لقي – الله – يوم - القيامة

شرح حديث/ من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة


أحاديث رياض الصالحين: باب وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية وتحريم طاعتهم في المعصية.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: ٥٩].

٦٦٨ - وعن ابن عمر -رضي اللَّهُ عنهما- عَن النَّبيِّ  قَالَ: «عَلي المَرْءِ المُسْلِم السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيما أَحَبَّ وكَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإذا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طاعَةَ» [١] متفقٌ عَلَيْهِ.

٦٦٩ - وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قَالَ: كُنَّا إِذَا بايَعْنَا رسُولَ اللَّهِ  عَلي السَّمْعِ والطَّاعةِ يقُولُ لَنَا: «فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ» [٢] متفقٌ عَلَيْهِ.

٦٧٠ - وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قَالَ: سَمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ  يقول: «مَنْ خلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّه يَوْم القيامَةِ ولا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ ماتَ وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتةً جَاهِليَّةً» [٣] رواه مسلم.

وفي روايةٍ لَهُ: «ومَنْ ماتَ وَهُوَ مُفَارِقٌ لِلْجَماعةِ؛ فَإنَّهُ يمُوت مِيتَةً جَاهِليَّةً».

«المِيتةً» بكسر الميم.

 

الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث مع الآية الكريمة كلها تدل على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف؛ لما في ذلك من الخير العظيم، واستِتْباب الأمن، ونصر المظلوم، وردع الظالم، وغير هذا من الفوائد العظيمة في السمع والطاعة في المعروف، يقول الله جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}، فجاءت السُنّة بتقييد ذلك بالمعروف: {وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}، يعني: في المعروف، ولهذا يقول : «على المرء السمع والطاعة فيما أحبَّ وكره»، إلا أن يُؤْمَر بمعصية الله، فإن أُمِرَ بمعصية الله فلا سمعَ ولا طاعةَ، وفي الحديث: «مَن خلع يدًا من طاعةٍ لقي اللهَ ولا حُجَّة له، ومَن مات وليس في عنقه بيعةٌ مات ميتةً جاهليةً».


فالواجب على المؤمن السمع والطاعة في المعروف، وأن يكون مع الجماعة، وأن يحذر الفرقةَ والاختلافَ؛ لأنَّ ذلك يُسبب الشرَّ والفساد والنزاع واختلال الأمن، فالواجب عليه السمع والطاعة في المعروف، والتعاون مع ولاة الأمور في المعروف دون معصيةٍ، ولهذا يقول : «مَن مات وليس في عنقه بيعةٌ مات ميتةً جاهليةً»، يعني: مَن لم يعتقد السمعَ والطاعةَ مات ميتةً جاهليةً -نسأل الله العافية.
وفَّق الله الجميع.

 

[١] صحيح البخاري: (٢٩٥٥)، (٧١٤٤)، مسلم: (١٨٣٩).

[٢] صحيح البخاري: (٧٢٠٢)، مسلم: (١٨٦٧).

[٣] صحيح مسلم: (١٨٥١).


الْحمْد لِلَّه ربِّ الْعالمين

اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم

تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال

شرح حديث/ من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة Reviewed by احمد خليل on 1:43:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.