باب
احتمال الأذى
الدرر
السنية
شرح
حديث / يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم م ويقطعونى
أحاديث
رياض الصالحين: باب احتمال الأذى
٦٥٣ - وعن
أبي هُريرة -رضي اللهُ عنهُ- أَن رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُول اللَّه إِنَّ لِي
قَرَابَةً أَصِلُهم وَيَقطَعوني، وَأُحسِنُ إِليهِم ويُسِيئُونَ إليَّ، وأَحلُمُ
عَنهم ويجهلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «لَئِن كُنتَ
كَمَا قُلتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفَّهم الملَّ وَلاَ يزَالُ معكَ مِنَ اللَّه
تَعَالَى ظَهيرٌ عَلَيهم مَا دُمْتَ عَلى ذَلِكَ» رواه مسلم.
وقد
سَبَقَ شَرْحُه في "باب صلة الأرحام".
الشَّرْحُ:
قالَ
رجلٌ لِرسولِ اللهِ ﷺ:
إنَّ لي قَرابةً، أي: ذَوي قرابةٍ، أَصِلُهم ويَقْطَعوني: وكأنَّه أرادَ
بِالوَصْلِ الْمَأتِيَّ إليهم وبِالقَطْعِ ضَدَّه، وأُحْسِنُ إليهم، أي: بِالبِرِّ
وَالوفاءِ، وَيُسيئونَ إليَّ، أي: بِالْجَوْرِ وَالْجَفاءِ، وأَحلُمُ عنهم، أي: بِالعفوِ
وَالتَّحَمُّلِ، وَيَجهلونَ علَيَّ، أي: بِالسَّبِّ وَالْغضبِ؛ فقالَ ﷺ: «لَئِنْ كنتَ كما قلتَ» أي: إنْ كان مَقولُك كما
قلْتَ، أوْ إنْ كنتَ مثلَ ما قُلتَ مِنَ الأوصافِ الجَميلةِ والأخلاقِ الجزيلةِ؛ «فكأنَّما تُسِفُّهُم» أي: تُطعِمُهم «الْمَلَّ»، أي: الرَّمادَ الحارَّ، «ولا يزالَ معكَ مِنَ اللهِ» أي: مِن عندِه «ظَهيرٌ عَليهم»، أي: مُعِينٌ لكَ عليهم ودَافِعٌ
عنكَ أَذاهم «مَا دمْتَ على ذلك» أي: على ما
ذَكرْتَ مِن إحسانِكَ وَإساءتِهم.
في
الحديثِ: الحثُّ على صِلهِ الرَّحمِ ولو آذَوْكَ.
في
الحديثِ: الحضُّ على الصَّبرِ على الإيذاءِ، خصوصًا مِنَ الأقاربِ، وأنَّ مَن كان
كذلك أعانَه المولى -سبحانَه وتعالى.
وفيه:
مُقابلَةُ الإساءةِ بِالإحسانِ مَع الأقاربِ أوْ غيرِهم.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال