شرح حديث (يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونى) - فذكر

شرح حديث (يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونى) - فذكر
المؤلف احمد خليل
تاريخ النشر
آخر تحديث
باب احتمال الأذى
الدرر السنية 
شرح - حديث - (يا - رسول - الله - إن - لي - قرابة - أصلهم - م ويقطعونى -) - فذكر
شرح حديث / يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم م ويقطعونى

أحاديث رياض الصالحين: باب احتمال الأذى

٦٥٣ - وعن أبي هُريرة -رضي اللهُ عنهُ- أَن رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُول اللَّه إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهم وَيَقطَعوني، وَأُحسِنُ إِليهِم ويُسِيئُونَ إليَّ، وأَحلُمُ عَنهم ويجهلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «لَئِن كُنتَ كَمَا قُلتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفَّهم الملَّ وَلاَ يزَالُ معكَ مِنَ اللَّه تَعَالَى ظَهيرٌ عَلَيهم مَا دُمْتَ عَلى ذَلِكَ» رواه مسلم.
وقد سَبَقَ شَرْحُه في "باب صلة الأرحام".

الشَّرْحُ:
قالَ رجلٌ لِرسولِ اللهِ : إنَّ لي قَرابةً، أي: ذَوي قرابةٍ، أَصِلُهم ويَقْطَعوني: وكأنَّه أرادَ بِالوَصْلِ الْمَأتِيَّ إليهم وبِالقَطْعِ ضَدَّه، وأُحْسِنُ إليهم، أي: بِالبِرِّ وَالوفاءِ، وَيُسيئونَ إليَّ، أي: بِالْجَوْرِ وَالْجَفاءِ، وأَحلُمُ عنهم، أي: بِالعفوِ وَالتَّحَمُّلِ، وَيَجهلونَ علَيَّ، أي: بِالسَّبِّ وَالْغضبِ؛ فقالَ : «لَئِنْ كنتَ كما قلتَ» أي: إنْ كان مَقولُك كما قلْتَ، أوْ إنْ كنتَ مثلَ ما قُلتَ مِنَ الأوصافِ الجَميلةِ والأخلاقِ الجزيلةِ؛ «فكأنَّما تُسِفُّهُم» أي: تُطعِمُهم «الْمَلَّ»، أي: الرَّمادَ الحارَّ، «ولا يزالَ معكَ مِنَ اللهِ» أي: مِن عندِه «ظَهيرٌ عَليهم»، أي: مُعِينٌ لكَ عليهم ودَافِعٌ عنكَ أَذاهم «مَا دمْتَ على ذلك» أي: على ما ذَكرْتَ مِن إحسانِكَ وَإساءتِهم.
في الحديثِ: الحثُّ على صِلهِ الرَّحمِ ولو آذَوْكَ.
في الحديثِ: الحضُّ على الصَّبرِ على الإيذاءِ، خصوصًا مِنَ الأقاربِ، وأنَّ مَن كان كذلك أعانَه المولى -سبحانَه وتعالى.
وفيه: مُقابلَةُ الإساءةِ بِالإحسانِ مَع الأقاربِ أوْ غيرِهم.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

تعليقات

عدد التعليقات : 0