Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث / كنت أمشي مع رسول الله وعليه برد نجراني غليظ الحاشية

باب العفو والإعراض عن الجاهلين
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح - حديث – كنت – أمشي – مع – رسول – الله – وعليه – برد – نجراني – غليظ - الحاشية
شرح حديث / كنت أمشي مع رسول الله وعليه برد نجراني غليظ الحاشية
أحاديث رياض الصالحين: باب العفو والإعراض عن الجاهلين
٦٤٩ - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: مَا ضرَبَ رسولُ اللَّه  شَيْئاً قَطّ بِيَدِهِ، وَلاَ امْرأَةً وَلاَ خادِماً، إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيل اللَّهِ، وَمَا نِيل منْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنتَقِم مِنْ صاحِبِهِ إِلاَّ أَنْ يُنتَهَكَ شَيء مِن مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى: فَيَنْتَقِمَ للَّهِ تَعَالَى. رواه مسلم.
٦٥٠ - وعن أَنسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنتُ أَمْشِي مَعَ رسول اللَّه وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانيٌّ غلِيظُ الحَاشِيةِ، فأَدْركَهُ أَعْرَابيٌّ، فَجَبَذهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَديدَةً، فَنظرتُ إِلَى صَفْحَةِ عاتِقِ النَّبيِّ وقَد أَثَّرَتْ بِها حَاشِيةُ الرِّداءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ لِي مِن مالِ اللَّهِ الَّذِي عِندَكَ. فالتَفَتَ إِلَيْه، فضَحِكَ، ثُمَّ أَمر لَهُ بعَطَاءٍ. متفقٌ عليه.
الشَّرْحُ
هذه الأحاديث ساقها النووي - رحمه الله - في باب العفو والإعراض عن الجاهلين، منها حديث عائشة - رضي الله عنها - أن النبي  ما ضرب أحداً لا خادماً ولا غيره بيده إلا أن يجاهد في سبيل الله، وهذا من كرمه ؛ أنه لا يضرب أحداً على شيءٍ من حقوقه هو الخاصة به؛ لأن له أن يعفو عن حقه، وله أن يأخذ بحقه.
ولكن إذا انتهكت محارم الله؛ فإنه  لا يرضى بذلك، ويكون أشد ما يكون أخذاً بها؛ لأنه  لا يقرّ أحداً على ما يغضب الله - سبحانه وتعالى - وهكذا ينبغي للإنسان أن يحرص على أخذ العفو، وما عفي من أحوال الناس وأخلاقهم ويعرض عنهم، إلا إذا انتهكت محارم الله، فإنه لا يقر أحداً على ذلك.
ومن الأحاديث التي ساقها قصة هذا الأعرابي، الذي لحق النبي  وعليه جبة نجرانية غليظة الحاشية، فجبذه، يعني: جذبه جذباً شديداً، حتى أثرت حاشية الجبة في عنق الرسول  من شدة الجذب، فالتفت فإذا هو أعرابي يطلب منه عطاءً، فضحك النبي  وأمر له بعطاء.
فانظر إلى هذا الخلق الرفيع؛ لم يوبِّخه النبي ، ولم يضربه، ولم يكهر في وجهه، ولم يعبس؛ بل ضحك  ومع هذا أمر له بعطاء، ونحن لو أن أحداً فعل بنا هذا الفعل ما أقررناه عليه؛ بل لقاتلناه، وأما الرسول  الذي قال الله فيه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: ٤]، فإنه التفت إليه وضحك إليه، وأعطاه العطاء.
وهكذا ينبغي للإنسان أن يكون ذا سعة، وإذا اشتد الناس أن يسترخي هو.
وسئل معاوية - رضي الله عنه - بم سُيست الناس؟؛ وذلك لأن معاوية معروف بالسياسة والحكمة، فقال: أجعل بيني وبين الناس شعرة؛ إن جذبوها تبعتهم، وإن جذبتها تبعوني لكن لا تنقطع.
ومعنى كلامه أنه سهل الانقياد؛ لأن الشعرة إذا جعلتها بينك وبين صاحبك إذا جذبها أدنى جذب انقطعت، لكن من حسن سياسته - رضي الله عنه - أنه كان يسوس الناس بهذه السياسية؛ إذا رآهم مقبلين استقبلهم، وإذا رآهم مدبرين تبعهم حتى يتمكن منهم.
فهكذا ينبغي للإنسان أن يكون دائماً في سياسته رفيقاً حليماً، كما كان النبي  هكذا، نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم حسن الآداب والأخلاق.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / كنت أمشي مع رسول الله وعليه برد نجراني غليظ الحاشية Reviewed by احمد خليل on 7:31:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.