شرح حديث / ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة
باب
حُسن الخُلق
شرح
العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح حديث
/ ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة
أحاديث
رياض الصالحين
باب حُسن
الخُلق الحديث رقم 629 -630- 631
629
- وعن النواس بن سمعان - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله ﷺ عن البر والإثم فقال: «البر حُسنُ الخُلق، والإثمُ: ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع
عليه الناسُ» رواه مسلم.
630 -
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: لم يكن رسول الله ﷺ فاحشًا ولا متفحشًا. وكان يقولُ: «إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا» متفق عليه.
631 - وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه -: أن النبي ﷺ قال: «ما من
شيءٍ أثقلُ في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلقِ. وإن الله يبغضُ الفاحش البَذِيَّ»
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
«البَذِيَّ»: هو الذي يتكلم بالفحش، ورديء الكلامِ.
الشرح
هذه
الأحاديث ساقها النووي - رحمه الله - في باب حسن الخلق من كتاب رياض الصالحين، وقد
سبق شيء من هذه الأحاديث.
أما حديث
النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «البر حسن
الخلق»، وقد تقدم شرح هذه الجملة، وبينا أن حسن الخلق يحصل فيه الخير
الكثير؛ لأن البر هو الخير الكثير.
وأما
الإثم فقال هو: «ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه
الناس» يعني بما حاك في النفس، يعني لم تطمئن إليه النفس، بل ترددت فيه،
وكرهت أن يطلع عليه الناس.
ولكن هذا
خطاب للمؤمن، أما الفاسق فإن الإثم لا يحيك في صدره، ولا يهمه أن يطلع عليه الناس؛
بل يجاهر به ولا يبالي، لكن المؤمن لكون الله - سبحانه وتعالى - قد أعطاه نورًا في
قلبه، إذا هم بالإثم حاك في صدره، وتردد فيه، وكره أن يطلع عليه الناس، فهذا
الميزان إنما هو في حق المؤمنين.
أما
الفاسقون فإنهم لا يهمهم أن يطلع الناس على آثامهم، ولا تحيك الآثام في صدورهم؛ بل
يفعلوها والعياذ بالله بانطلاق وانشراح؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - يقول: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا
فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [فاطر:
8].
فقد يزين
للإنسان سوء العمل فينشرح له صدره، مثل ما نرى من أهل الفسق الذين يشربون الخمر،
وتنشرح صدورهم له، والذين يتعاملون بالربا وتنشرح صدورهم لذلك، والذين يتعودون
العهر والزنا وتنشرح صدورهم لذلك، ولا يبالون بهذا؛ بل ربما إذا فعلوا ذلك سرًا
ذهبوا يشيعونه ويعلنونه، مثل ما يوجد من بعض الفساق إذا ذهبوا إلى البلاد الخارجية
الماجنة الفاجرة ورجعوا، قاموا يتحدثون فعلت كذا وفعلت كذا، يعني أنهم زنوا بكذا
وزنوا بكذا - والعياذ بالله - وشربوا الخمر وما أشبه ذلك. وفي هذه الأحاديث بيان
صفة الرسول ﷺ وأنه لم
يكن فاحشًا ولا متفحشًا، يعني أنه ﷺ بعيد عن الفحش طبعًا وكسبًا، فلم يكن فاحشًا
في نفسه ولا في غريزته؛ بل هو لين سهل، ولم يكن متفحشًا أي متطبعأً بالفحشاء؛ بل
كان ﷺ أبعد الناس عن
الفحش في مقاله وفي فعاله صل الله عليه وسلم.
وفيه
أيضًا الحث على حسن الخلق، وأنه من أثقل ما يكون في الميزان يوم القيامة، وهذا من
باب الترغيب فيه، فعليك يا أخي المسلم أن تحسن خلقك مع الله - عزّ وجلّ - في تلقي
أحكامه الكونية والشرعية، بصدر منشرح منقاد راضٍ مستسلم، وكذلك مع عباد الله فإن
الله تعالي يحب المحسنين، والله الموفق.
تحقيق
رياض الصالحين للألباني
631 -
(صحيح)
وعن أبي
الدرداء - رضي الله عنه -: أن النبي ﷺ قال: «ما من
شيءٍ أثقلُ في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلقِ. وإن الله يبغضُ الفاحش
البَذِيَّ» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
قلت صحيح انظر (صحيح الترمذي) رقم (1628) [277].
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم
مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا
ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث / ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة
Reviewed by احمد خليل
on
10:38:00 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: